Palestinian dress

نظرًا لمحاولات الاحتلال المستمرة لسرقة الثوب الفلسطيني وأهمية الثوب الفلسطيني في تجسيد هوية وثقافة الشعب الفلسطيني، أطلق تلفزيون “فلسطيني” حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “ثوبي تاريخي” لمقاومة سرقة الاحتلال للثوب الفلسطيني.

ويتطاول الاحتلال الإسرائيلي لسرقة كل ما يمثل الهوية الفلسطينية ونسبه لنفسه، حتى أن سرقة شجر الزيتون من أبرز أولويات سلطات الاحتلال والمجالس اللوائية للمستوطنات في الضفة الغربية، بعد أن أضحى وجود هذه الشجرة معيقًا لتوسّع الاستيطان وتمدده.

ثوبي تاريخي

يرجع تاريخ الثوب الفلسطيني التقليدي لأكثر من 3000 عام، يشكل إرثًا حضاريًا وتاريخيًا، وجزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية، وهو وثيقة تثبيت وجود الفلسطينيين التاريخي وارتباطهم بأرضهم المحتلة، وضرورة المحافظة عليه من السرقة والتزوير والضياع.

وتلفزيون “فلسطيني” هو قناة ومجموعة منصات رقمية فنية، مهمتها التعريف بفلسطين تراثًا وإنسانًا وقضيةً، وتُعنى بإحياء الفنون الفلسطينية والأعمال العربية والعالمية كافة التي تدور حول القضية الفلسطينية، إيمانًا منها بأن الفن هو الرسالة الأقوى التي ستنقل هموم ومعاناة وآمال الفلسطينيين إلى كل أنحاء العالم.

وحول تفاصيل حملة “ثوبي تاريخي”، يقول مدير تلفزيون “فلسطيني” هشام جابر بحسب وكالة “صفا” إن الحملة تأتي حفاظًا على التراث والثوب الفلسطيني من السرقة، لأنه الاحتلال يعمل بشكل متكرر على سرقته ونسبه إليه، مثلما سرق الأرض، لأجل إثبات وجوده.

ويضيف “سنعمل من خلال الحملة، على مقاومة الاحتلال ودحض راويته بأنه هو صاحب المكان، وكذلك العمل على إعادة الأنظار نحو القصية الفلسطينية، وعملية سرقة الثوب الفلسطيني”.

والهدف الرئيس من الحملة، خلق موجة عالمية لتسليط الضوء على الثوب الفلسطيني التقليدي باستخدام عدة

هاشتاغات مثل (#ثوبي_تاریخي، #الثوب_الفلسطیني، #تراثنا مش للسرقة، #النا مش الهم و#ثوبك بالخزانة ولا_انسرق).

ويوضح جابر أن الحملة تهدف للحفاظ على التراث، والتوضيح للعالم بأن الفلسطيني متعلق بأرضه وتراثه حتى لو كان بعيدًا عنها، وأنه بنى حضارة، وأن هذا الثوب الذي عمره 3 آلاف عام، يجب الحفاظ عليه من السرقة، لأنه يحمل تاريخًا وحضارة وهوية.

وتهدف أيضًا، إلى نشر الوعي والتحدث عما يحدث بالأثواب الفلسطينية من خلال النشر على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع المؤثرين والإعلاميين حول العالم.

ويشير إلى أن هناك عدة مؤسسات داعمة للحملة وشركاء إعلاميين، منها “تلفزيون فلسطيني مباشر، راديو حياة أف أم، قناة رؤيا الأردنية، الجامعة الأمريكية في جنين، جامعة النجاح في نابلس وجامعة الزرقاء في الأردن”، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من المؤثرين والإعلاميين والفنانين الفلسطينيين والعرب.

التفاعل بين المؤثرين

ويبين أن فعاليات الحملة ستتضمن أعمالاً فنية وغنائية، ونشر صور وفيديوهات تعريفية عن الثوب الفلسطيني وألوانه وأشكاله في كل مدينة ومنطقة فلسطينيّة، وأيضًا سيتم استضافة بعض المشاركات في الحملة.

تباهت الإعلامية الأردنية، علا الفارس، بارتدائها ثوباً فلسطينياً وصلها من قطاع غزة المحاصر.

ونشرت علا صورها عبر حسابها على انستجرام، وهي ترتدي الثوب تاركةً شعرها الأسود منسدلاً، وتجسد شكل القلب بيدها.

وعقبت الإعلامية ذات الأصول الفلسطينية: “تراثنا مش للسرقة .. واثوابنا رمز حضارة وعراقة وتاريخ …اتشرف بارتداء هذا الثوب الذي حاكته لي امرأة فلسطينية من غزة. تسلم ايديك”.

ومن جهتها، قالت الفنانة الأردنية العريقة، جولييت عواد:  “يما، بطلب منكم تتمسكوا بكل مكونات الوطن ومنها الثوب، البسوا أثوابكم وتفاعلوا مع حملة ثوبي تاريخي وهويتي على تلفزيون فلسطيني من خلال منصاتكم وصفحاتكم على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وفي عام 2021، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الأربعاء، فن التطريز الفلسطيني على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي.ورحب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي “بإدراج فن التطريز كأحد العناصر الوطنية الفلسطينية على لائحة التراث الثقافي غير المادي” لليونسكو.وأضاف في بيان أصدرته وزارة الخارجية، أن الخطوة “تأكيد على تأصل الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين، واستمراره بالحياة عليها دون انقطاع منذ عشرات آلاف السنين”.وتابع أن التطريز “رمز من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، وارتباطها مع الأرض والتاريخ والطبيعة، تماما كما تعكسه نقوش التطريز الفلسطيني التي تحمل عبق التاريخ والحضارة وهو ما تحاول إسرائيل سرقته”.ويمثل التطريز عنصرا بارزا في الحياة الثقافية الفلسطينية، ولكل منطقة في الأراضي الفلسطينية أسلوب التطريز الخاص بها، سواء من حيث لون القماش أو خيوط التطريز أو طبيعة النقوش والرسومات المطرزة.

ولطالما كان الثوب الفلسطيني يُميز سكان البلاد المحتلة، منذ سنوات ما قبل النكبة عام 1948، حين اعتبر تطريزه حرفة تقليدية امتهنتها النساء في ذلك الوقت، ومع مرور السنوات بدأن يطوّرن نوعية التطريز ويواكبون اختلاف ثقافات المدن الفلسطينية وعادات السكان فيها.

1 comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *