قال قائد منطقة الجنوب في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) إن إسرائيل تخوض حربا طويلة ومعقدة في قطاع غزة، وهو ما لم تكن تتوقع غيره، بحسب قوله، في حين أعلن قائد ثانٍ بجيش الاحتلال عزمه الاستقالة.
إسرائيل تخوض حربا طويلة ومعقدة
وأضاف، في تصريحات نقلتها عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه لم يتبقَّ سوى عدد قليل من القوات في قطاع غزة بشكل مؤقت، لكن العمل مستمر على مدار الساعة، بحسب قوله.
وأكد أن إسرائيل تواجه ما وصفه بـ”تنظيم إرهابي يضرب بجذوره عميقا في قطاع غزة، ويجب اجتثاثه والقضاء عليه”.
واعتبر أن ما وصفه بـ”تحقيق النصر وإعادة المختطفين إلى بيوتهم” يمثل ضرورة وجودية بالنسبة لإسرائيل، مشيرا إلى أن هذه ليست مجرد تصريحات، بل قرارات تترجم إلى أفعال يومية، وفقا لما نقلت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي.
والشاباك هو جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وأحد الأقسام الثلاثة لأجهزة الأمن الإسرائيلي العام، التي تضم أيضا وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وجهاز المخابرات العسكرية (أمان).
وفي السياق، أعلن قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي اللواء يهودا فوكس، اليوم الاثنين، اعتزامه الاستقالة من منصبه في أغسطس/آب المقبل، لتكون استقالته المرتقبة هي الثانية من نوعها خلال ساعات لقائد كبير في الجيش الإسرائيلي.
وأفادت قناة كان، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، بأن فوكس أبلغ رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي بقراره الاستقالة، وأضافت أن استقالة فوكس المرتقبة تأتي بعد 3 سنوات فقط من توليه مهام منصبه، دون أن توضح سببها.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قبول استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا، على خلفية فشله في كشف عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال هاليفا في نص الاستقالة، الذي قدمه لرئيس الأركان هرتسي هاليفي، إن “شعبة الاستخبارات لم تقم بالمهمة التي اؤتمنت عليها”، داعيا إلى “تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الأحداث التي قادت إسرائيل إلى ما جرى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.
وتتبع شعبة الاستخبارات هيئة الأركان في الجيش، وتعدّ أكبر الأجهزة الاستخبارية، وتسند للهيئة مسؤولية تزويد الحكومة بالتقييمات الإستراتيجية التي على أساسها تُصاغ السياسات العامة، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الصراع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن هاليفا “قرر الاستقالة من منصبه، على خلفية فشله في التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر”، مضيفة أن الاستقالة “لن تكون فورية، لكنها متوقعة خلال أسابيع قليلة”.
وتعدّ هذه أول استقالة رسمية لقائد رفيع في إسرائيل، خاصة بجيش الاحتلال، بينما تتواصل المطالبات في الشارع الإسرائيلي بمحاسبة المسؤولين العسكريين والسياسيين عن الفشل في الكشف والتعامل مع هجوم “طوفان الأقصى”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا انتقامية مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 111 ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، مخلفة دمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.