قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن المجاعة التي ألقت بظلالها على كل مكونات مجتمع قطاع غزة امتدت لأسرى الاحتلال الإسرائيلي لديهم، حتى باتت حياة بعضهم مهددة بسبب المرض ونقص الغذاء والدواء.
أبو عبيدة
وأضاف أبو عبيدة -خلال كلمة حصرية بثتها الجزيرة- أن العقلية المريضة الإرهابية للاحتلال تعدت بشاعة النازية إلى حرب تجويع متعمدة يشاهد فيها العالم قتل الآباء الساعين إلى قوت أبنائهم وتجويع الأطفال وقتلهم جوعا ومرضا في أبشع جريمة حرب غير مسبوقة.
وحول ما يتردد من حدوث تقدم أو اختراق في ملف مفاوضات التهدئة، قال أبو عبيدة إن حكومة الاحتلال تستخدم الخداع والمراوغة في التفاوض وتتسم بالتخبط والارتباك، مؤكدا على أن أولية المقاومة القصوى لإنجاز تبادل أسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان بشكل كامل وما يترتب عليه من انسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وخاطب أبو عبيدة عائلات أسرى الاحتلال في غزة، بأنه إن كانوا معنيين بحياة ذويهم فيجب أن يعلموا أن حكومتهم ومجلس حربهم يتلاعبون بحياة أبنائهم ويصرون على “استلامهم في توابيت”، على حد تعبيره، مضيفا: “الكرة في ملعبهم لإنقاذ من يمكن إنقاذه منهم”
وأشار في هذا السياق إلى أن “تباكي الإدارة الأميركية” على أعداد محدودة من أسرى الاحتلال وتجاهلها الإبادة الجماعية والمحرقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني فضلا عن تجاهلها آلاف الأسرى من أبنائه يؤكد ازدواجية معاييرها وعدم اكتراثهم لحقوق الإنسان ولا لأي قانون دولي مزعوم.
وكشف المتحدث باسم القسام عن أن الاحتلال كان يخطط لعدوانه “الهمجي” الذي ينفذه في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى) مستندا في ذلك لإرث توراتي مزعوم يدعو علنا لحرق الأمم الأخرى، على حد تعبيره.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني الذي يقف أمام “عدوان صهيوني أميركي غير مسبوق في التاريخي، قدم ملحمة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ردا على عدوان متواصل منذ عقود بلغ ذروته بمحاولة تهويد وهدم المسجد الأقصى”، مؤكدا على أن “هذه المعركة تؤسس لمرحلة جديدة على مستوى العالم عنوانها أن: الحق لا ينتزع إلا بالقوة”.
وحول الوضع الميداني، قال أبو عبيدة إن المقاومة مع استمرارها في القتال لليوم الـ154 تكبد قوات جيش الاحتلال خسائر كبيرة في صفوف ضباطه وجنوده وآلياته، مشيرا إلى أنه خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة تم تنفيذ عدد كبير من العمليات النوعية، وإيقاع العدو في كمائن محكمة بمناطق القتال.
ودعا أبو عبيدة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وفلسطين المحتلة 1948 للنفير والزحف للأقصى والرباط فيه وعدم السماح بفرض الوقائع على الأرض، كما دعا أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان لإعلان النفير ومواجهة غطرسة الاحتلال في كل ساحة داخل فلسطين وخارجها.