رصد باحثون زيادة في عدد الهجمات التي وصفوها بـ”غير المبررة” من أسماك القرش في جميع أنحاء العالم وزيادة طفيفة في الوفيات في عام 2023 مقارنة بالعام الذي قبله (2022).
أسماك القرش
ففي تقرير صادر عن جامعة فلوريدا الأميركية يوم 5 فبراير/شباط الجاري، أكد “الملف الدولي لهجمات أسماك القرش” (ISAF) التابع للجامعة، وقوع 69 عضة غير مبررة من أسماك القرش في عام 2023.
ووفقا للتقرير، فإن مصر أحد أبرز البلدان التي تظهر فيها مشكلة هجمات القروش القاتلة. ففي سبتمبر/أيلول 2023، هاجمت سمكة قرش امرأة مصرية في مدينة دهب الواقعة على البحر الأحمر، مما تسبب في بتر إحدى ذراعيها. وقبل هذا الحادث ببضعة أشهر، هاجمت سمكة قرش النمر سائحا روسيا في مدينة الغردقة، وأودى الهجوم بحياته.
يقول مدير برنامج أبحاث أسماك القرش في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي والباحث الرئيسي في التقرير “جافين نايلور”، في حديث مع “الجزيرة نت”: “نظرا لوجود الكثير من أسماك القرش الكبيرة في البحر الأحمر وصناعة السياحة المزدهرة مع المنتجعات الساحلية (الكثير من الناس في الماء)، فإن شواطئ البحر الأحمر في مصر تكون نقطة ساخنة لهجمات القروش”.
ويضيف “نايلور” أن حوادث الافتراس في هذه المنطقة نادرة، لكنها حين تقع تكون قاتلة كما هو الحال مع السائح الروسي الذي انتشر مقطع السمكة وهي تكاد تلتهمه في عضات متتالية. “وعندما يكون هناك المزيد من الهجمات، فهذا يعني في كثير من الأحيان أن المزيد من الناس يقضون الوقت في الماء وليس أن أسماك القرش أصبحت أكثر خطورة، إذ يؤدي النشاط البشري المتزايد في الموائل الطبيعية لأسماك القرش إلى زيادة عدد فرص الاحتكاك مع هذه المفترسات”.
وتقع الغالبية العظمى من الهجمات غير المبررة عندما تخطئ سمكة القرش في التعرف على الإنسان باعتباره فريستها المفضلة. وعندما يحدث هذا، عادة ما يسبح القرش بعيدا بعد عضة واحدة. ومع ذلك، فإن بعض الأنواع مثل أسماك القرش البيضاء وأسماك القرش النمرية كبيرة بما يكفي بحيث يمكن أن تكون عضة واحدة منها قاتلة للضحية.
ويعرّف الباحثون الهجمات “غير المبررة” على أنها أي حالة يكون فيها سمك القرش في بيئته الطبيعية ويهاجم دون أي استفزاز بشري، بما في ذلك الاقتراب عمدا من سمكة قرش أو السباحة في منطقة يُستخدم فيها الطعم لجذب الأسماك. وتعتبر العضات غير المبررة هي الأكثر أهمية في دراسة كيفية تصرف أسماك القرش.
ويضيف نايلور: “نحن علماء أحياء، ونريد أن نفهم السلوك الطبيعي للحيوانات وليس السلوك غير الطبيعي”. وقال معدو التقرير إن 10 من الهجمات غير المبررة في العام الماضي كانت قاتلة، مقارنة بخمسة في العام الذي سبقه، مع وقوع عدد غير متناسب من الحوادث في أستراليا. وعلى الرغم من أن أستراليا كان نصيبها 22% من جميع الهجمات، فإنها استحوذت وحدها على 40% من الوفيات.
كما تأكدت حالتا وفاة في الولايات المتحدة، وواحدة في كل من جزر البهاما والمكسيك وكاليدونيا الجديدة، بالإضافة إلى حالة السائح الروسي في مصر. ووقعت هجمات أخرى مؤكدة وغير مميتة في كوستاريكا وكولومبيا والبرازيل ونيوزيلندا وسيشل وتركس وكايكوس وإكوادور (في جزر غالاباغوس) وجنوب أفريقيا، وفقا للبيان الصحفي المرافق للتقرير.
كما بلغ عدد الهجمات غير المبررة في الولايات المتحدة 36 هجوما، وهو ما يمثل 52% من الحوادث في جميع أنحاء العالم. ومن بين هذه الحالات توفي اثنان؛ أحدهما في كاليفورنيا والآخر في هاواي. وكما هو الحال في السنوات السابقة، شهدت فلوريدا هجمات أسماك القرش أكثر من أي ولاية أخرى، إذ شهدت 16 هجوما.