قامت حركات المقاومة الفلسطينية منذ عام 1968 بصفقات تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، وبلغ عددها 10 صفقات حتى عام 2011، ونجحت عمليات التبادل في تحرير آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وشملت عددا من أصحاب الأحكام المؤبدة والمحكوميات العالية، وأسرى من فلسطين المحتلة عام 1948.
تبادل الأسرى
ومن أشهر عمليات المبادلة “صفقة الجليل” و”صفقة وفاء الأحرار”، إذ فرض فيهما المفاوض الفلسطيني شروطه، وأُطلق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل 3 إسرائيليين في الأولى، وجندي إسرائيلي واحد في الثانية.
ونجم عن ذلك، غضب في بعض الأوساط الإسرائيلية، التي رأت أن الصفقات غير متوازنة، وأنها تشمل إخلاء سبيل “محكومين خطرين” ذوي أحكام عالية سببوا أضرارا بالغة لإسرائيل.
وأجرت دول وحركات مقاومة عربية كذلك صفقات عديدة للإفراج عن أسرى عرب محتجزين لدى دولة الاحتلال، مقابل الإفراج عن جنود إسرائيليين، كما قامت السلطة الوطنية الفلسطينية عقب “اتفاق أوسلو” بعدد من الاتفاقيات أسفرت عن تحرير آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
بدأت الصفقات العربية-الإسرائيلية لتبادل الأسرى عقب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، وما نجم عنه من حروب مع الدول العربية وعمليات مقاومة شعبية، مما أدى إلى وقوع آلاف الأسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين بأيدي سلطات الاحتلال، فيما أسرت الدول العربية وحركات المقاومة أكثر من 1000 إسرائيلي.
وبلغ عدد صفقات تبادل الأسرى التي تمت بين العرب وإسرائيل 38 صفقة في الفترة الواقعة بين عامي 1948 و2011، وتمخضت عن إطلاق سراح آلاف العرب، غالبهم من الفلسطينيين ودول الجوار، وبالمقابل أُفرج عن أسرى إسرائيليين، كما تضمن التبادل جثثا ورفاتا من الجانبين، وخرائط ألغام والكشف عن مفقودين.
وكثيرا ما كانت صفقات التبادل تمرر عبر الصليب الأحمر الدولي، وبعضها يتم بوساطة ألمانية أو مصرية، وبعضها كان اتفاقات ثنائية تقوم بها الدول العربية بشكل مباشر مع إسرائيل.
ومن الدول التي أجرت صفقات تبادل أسرى مع إسرائيل مصر والأردن، بالإضافة إلى حركات المقاومة العربية والفلسطينية، ومنذ بداية القرن الـ21 اقتصرت عمليات تبادل الأسرى على حزب الله اللبناني وحركات المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع دولة الاحتلال عقب اتفاقية “أوسلو”، وتم وفقا لها إخلاء سبيل آلاف المعتقلين والأسرى الفلسطينيين.
أدى احتلال فلسطين إلى تصاعد المقاومة الفلسطينية، ونشطت الحركات الوطنية المسلحة التي ظهرت في ستينات القرن العشرين، مثل: حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية – القيادة العامة، وفي الثمانينيات تأسست حركة الجهاد الإسلامي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما نشطت حركات فلسطينية مسلحة أخرى.
وأثناء الانتفاضات الشعبية الفلسطينية ظهر أسلوب المقاومة الوطنية المدنية، ورافقت هذا التصاعد الكبير للمقاومة الفلسطينية اعتقالات مستمرة شملت آلاف الفلسطينيين، وبالمقابل عملت الحركات المسلحة الفلسطينية على أسر جنود الاحتلال أو خطف إسرائيليين، ومفاوضة سلطات الاحتلال للإفراج عن المعتقلين.
وقد خاضت المقاومة الفلسطينية 10 عمليات تبادل للأسرى بين العامين 1968 و2011
1- صفقة التبادل عام 1968
2 – صفقة التبادل عام 1969
3 – صفقة التبادل عام 1971
4 – صفقة “تبادل الليطاني” عام 1979
5 – صفقة التبادل عام 1980
6 – صفقة التبادل عام 1983
7 – صفقة “تبادل الجليل” عام 1985
8 – صفقة التبادل عام 1991
9- صفقة “الحرائر” عام 2009
10- صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011