مع دخول عملية “طوفان الأقصى” -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وأدت إلى مقتل 1300 إسرائيلي- يومها التاسع، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مخلفا أكثر من 2329 شهيدا، و9024 مصابا، بينما ردّت المقاومة باستهداف بلدات إسرائيلية بالصواريخ.
طوفان الأقصى
يأتي ذلك وسط توتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث نقلت مراسلة الجزيرة عن مصدر في حزب الله اللبناني تأكيده قصف الحزب قوات إسرائيلية في مستوطنة شتولا بالصواريخ، ووقوع إصابات مؤكدة في صفوف الجنود الإسرائيليين في البلدة.
وعلى الصعيد الدولي، دعا مشروع قرار روسي أمام مجلس الأمن الدولي، إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، وإيصال المساعدات للمحتاجين، بينما يُنتظر انتهاء المهلة التي منحها جيش الاحتلال لإجلاء سكان شمالي غزة (نحو 1.1 مليون)، إلى جنوبي القطاع.
قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إجلاء من تبقى من سكان مستوطنة سديروت، الذين يقدر عددهم بنحو 7 آلاف يتواصل اليوم إلى مناطق داخل إسرائيل.
من جهتها، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي طلب من المستوطنين في عدة مناطق قريبة من سديروت البقاء في الملاجئ.
وسديروت هي إحدى المستوطنات التي تقع أقصى الطرف الغربي من النقب الشمالي، تقدر مساحتها بحوالي 5 كيلومترات مربعة، تبعد عن مدينة غزة حوالي 1.5 كيلومترا، يبلغ عدد سكانها أكثر من 19 ألف مستوطن.
وهي إحدى مستوطنات ما يعرف بـ”غلاف غزة”، الذي يسكنه نحو 60 ألف مستوطن إسرائيلي، موزعين على 21 مستوطنة وبلدة يهودية تعاونية.
وأنشأت إسرائيل هذه المستوطنات من أجل توطين عشرات الآلاف من اليهود الشرقيين في تجمعات سكنية، ولتلعب دورا أساسيا في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ويرمز اسمها إلى شعار “جعل الصحراء تزهر”.
أقيمت سديروت في 1951 على أراضي قرية نجد الفلسطينية المهجرة في مايو/أيار 1984، واعتُرف بالبلدة رسميا “مجلسا محليا” من الحكومة الإسرائيلية في 1956، لتتحول إلى مدينة في 1996.
تضم سديروت مستوطنين شرقيين ومهاجرين من شمال أفريقيا ورومانيا والاتحاد السوفياتي السابق وإثيوبيا.
ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية يتوقع إخلاء 24 مستوطنة حول قطاع غزة، وهي (ناحال) عوز، إيريز، نير عام، مفالسيم، كفار عزة، غيفيم، أور هانير، إيبيم، نتيف هعسرا، ياد مردخاي كرميا، زيكيم كيرم شالوم، كيسوفيم، دوروت، صوفا، نيرم، نير عوز، عين هشلوشا (العين الثالثة)، نير يتسحاق بئيري، ماغن، رعيم، سعد وألوميم.
تعرضت سديروت لعدة هجمات من المقاومة الفلسطينية، حيث أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليها في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001 أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع عُرف باسم “قسام واحد”، ودشنت بذلك مرحلة جديدة من المقاومة الفلسطينية، وشكلت مصدر قلق لإسرائيل.
نجحت كتائب القسام مطلع 2002 في إطلاق ما يقارب 1000 صاروخ سقطت على سديروت، وأدت إلى مقتل اثنين وجرح العشرات من سكانها، وبالرغم من أن الخسائر قليلة جدا، فإن أثرها كان كبيرا في زعزعة معنويات المستوطنين، مما دفع بعضهم للرحيل عن المدينة.
أعلنت كتائب القسام في 2008 قصفها لسديروت بصاروخي “قسام” ردا على مجزرة ارتكبتها إسرائيل أدت لاستشهاد 17 فلسطينيا.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعرضت سديروت لنيران صواريخ المقاومة، واشتعلت معركة برية مع الجنود الإسرائيليين إثر تسلل جماعي من مقاتلي كتائب القسام ضمن عملية “طوفان الأقصى”، التي أدت إلى مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقد أكثر من 100 جندي.