تواصلت، اليوم السبت، الاشتباكات العنيفة بالخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي حين تمسك الجيش بشروطه للعودة إلى مفاوضات جدة، دعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في أول ظهور له منذ أشهر- إلى تغيير قيادة الجيش السوداني من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.
الخرطوم
وأفاد مراسل الجزيرة بقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وبحري، وأم درمان)، وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال مصدر عسكري للجزيرة، إن الجيش نفذ ضربات جوية على تجمعات لقوات الدعم السريع، كانت تتمركز في “كلية النهضة”، بحي الصحافة جنوب الخرطوم، وسوق الصحافة، ومحطة سبعة جنوب الخرطوم، مما أدى لمقتل عدد منهم.
كما شهد محيط سلاح المدرعات، التابع للجيش السوداني، في حي “جبرة” جنوب الخرطوم، مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد تمكن الجيش من صد هجوم للدعم السريع كان يهدف للسيطرة على مقر سلاح المدرعات.
سياسيا، قالت وزارة الخارجية السودانية إن وفد الجيش السوداني إلى مفاوضات جدة سيكون جاهزا للعودة إلى طاولة التفاوض متى ما تمكنت الوساطة السعودية-الأميركية من إزالة العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات.
وأشارت الخارجية السودانية، في بيان، إلى رغبة القوات المسلحة في التوصل لاتفاق عادل بوقف العدائيات يمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب، لكن قوات الدعم السريع واصلت انتهاكاتها ولم تلتزم بما وقّعت عليه في جدة.
وأوضحت الوزارة، أن تلك الانتهاكات “تتمثل في احتلال منازل المواطنين والمرافق العامة وتعطيل الخدمات الأساسية والاستمرار في عمليات السلب والنهب والاعتداء على المصارف والمصانع والأسواق ودور العبادة والمقار الدبلوماسية وتخريب الطرق والمطارات ونشر الذعر والفوضى في البلاد”.
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات “الدعم السريع” إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.