حافظ ناصر الوكاع على سلامة أسرته خلال سنوات الحرب والقصف والغارات الجوية حتى هدم الزلزال منزلهم، فجر الاثنين الماضي، في جنديرس بشمال غرب سوريا، مما أدى إلى وفاة زوجته ومعظم أبنائه.
استعرض الوكاع رسالة كتبتها ابنته على قصاصة ورق صغيرة قالت فيها “ربي أستودعك أبي أغلى ما أملك، فاحفظه لي، حبيب قلبي أنا، أبو فيصل”. في إشارة إلى والدها.
ربي أستودعك أبي
وتمكن رجال الإنقاذ من إخراج اثنين من أبنائه من تحت أنقاض المنزل خلال الليل.
وأظهرت لقطات مصورة الطفلين مصابين بكدمات ويغطيهما الغبار، كما نجا طفل آخر، لكن زوجته و5 من أبنائه على الأقل لقوا حتفهم.
وجلس الوكاع وسط الأنقاض والكتل الخرسانية ينعى زوجته وبقية أبنائه محتضنًا ملابس أحد المتوفين.
وبدأ يتمتم بأسماء أبنائه ذكورًا وإناثًا دون أن يذكر عددهم بالتحديد في حالة من اليأس والارتباك.
وقال الوكاع “ارتج البيت. نحن متعودين يعني. متعودين ضرب الطيارة، متعودين ضربة صاروخ، ينزل عليك برميل. نحن متعودين عليها. لكن زلزال يعني، هذا أمر الله”.
وأضاف “طلعت (خرجت) قولت (قلت) يا رب بس اترك لي واحد. بدي واحد بس من هالولاد”.
وتتضاءل آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد 5 أيام من كارثة زلزال تركيا وسوريا، التي أودت بحياة أكثر من 23 ألفًا وخلّفت عشرات آلاف المصابين، وامتدت آثارها في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين.