حمّلت الحكومة الفلسطينية سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة الأسير ناصر أبو حميد، في حين نظمت وقفة في غزة للتضامن معه، ولدعم الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته في أريحا بغور الأردن، إن القيادة الفلسطينية والحكومة تجريان اتصالات حثيثة مع جهات دولية عدة، للضغط على إسرائيل للإفراج الفوري عن أبو حميد، بعد تدهور صحته بسبب إصابته بمرض السرطان داخل السجن.
وقفة في غزة
وفي غزة نظم محتجون وقفة تضامنية أمام مكتب الصليب الأحمر، لدعم الأسير ناصر أبو حميد والأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية.
ورفع المشاركون في الوقفة صورا لعدد من الأسرى المرضى، ولافتات تتهم إسرائيل بالإهمال عن عمد في توفير العلاج لهم.
وتتزامن الوقفة مع تحذير نادي الأسير الفلسطيني من أن حياة أبو حميد في خطر بعد تدهور وضعه الصحي.
وطالب المشاركون في الوقفة بإنقاذ الأسرى المرضى، خاصة الأسير ناصر أبو حميد (49 عاما) المصاب بالسرطان.
واستنكر عبد الله قنديل، مدير جمعية “واعد”، سياسة “الإهمال الطبي التي تعرض لها الأسير أبو حميد، وجميع الأسرى”.
وقال في حديثه لوكالة الأناضول “انتشر السرطان في أجزاء أخرى غير الرئة للأسير أبو حميد، وأخيرا تسببت جرثومة دخلت جسده بتدهور حالته الصحية، نتيجة الإهمال الطبي”.
وتابع “أبو حميد حاليا في غيبوبة، ودخل في حالة موت سريري، وقد يفارق الحياة في أي لحظة”.
وأوضح أن أبو حميد “يواجه مصيره وحده في ظل تقاعس المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الأسرى”.
وحمّل إسرائيل المسؤولية عن حياة أبو حميد، قائلا “إنه تعرّض لعملية اغتيال مُمنهجة ومدروسة”.
ودان الزيارات الشكلية التي تجريها بعض الوفود الطبية التابعة للمؤسسات الدولية، كالصليب الأحمر، في ظل تعرّض الأسرى لسياسة الإهمال الطبي.
وأضاف “بعض الوفود الطبية تزور الأسرى وتطّلع على أوضاعهم، وتشاهد أن المرضى يُعالجون بالمسكّنات فقط، ولا تحرك ساكنا”.
والأسير أبو حميد من مخيم الأمعري، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن مدى الحياة، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس كتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
ولأبو حميد 4 أشقاء يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجون إسرائيل، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم على مدى سنوات.
ودعا رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدروة فارس إلى تنظيم عصيان مدني، ردا على ما وصفها بالحرب التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين، خصوصا الأسرى منهم.
وقال فارس، في لقاء مع الجزيرة خلال نشرة سابقة، إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال يجب أن تتصدر جدول الاهتمام الوطني، وإن تحريرهم مسؤولية أساسية، حسب تعبيره.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون إسرائيل نحو 600 أسير، بينهم 4 مصابون بالسرطان.
وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021 بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال قرابة 4600، بينهم نحو 500 أسير إداري و34 أسيرة و160 قاصرا، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
من ناحية أخرى، أُصيبت سيدة فلسطينية بجراح جراء اعتداء مستوطن عليها قرب حاجز “الجيب”، شمال غرب القدس المحتلة.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن السيدة نُقلت إلى مستشفى”هداس” في القدس الغربية بعد اعتداء المستوطن على سيارتها أثناء توجهها إلى رام الله.
اقتحام حي الشيخ جراح
وفي تطور آخر، اقتحم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، على رأس مجموعة من المستوطنين، حي الشيخ جراح الغربي، حيث يقع منزل عائلة سالم المهدد بالإخلاء.
وقال إبراهيم سالم، صاحب المنزل، إن المستوطنين حاولوا اقتحام ساحة منزلهم، لكن العائلة منعتهم من ذلك، ثم دخل بن غفير ومجموعة المتطرفين منزلا استولى عليه المستوطنون منذ بضع سنوات.
وكانت دائرة الإجراء الإسرائيلية التابعة لسلطات الاحتلال قد جمدت الأسبوع الماضي قرارًا سابقًا يقضي بإجلاء العائلة من منزلها الواقع في الحي الغربي بالشيخ جراح، إلى حين البتّ في القضية.