يشكل سجل المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس -في مجال الهجرة- واحدة من نقاط ضعفها الرئيسية أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومن المرجح أن يستغلها بشكل جيد الجمهوريون في محاججاتهم ضدها.
كامالا هاريس
وتحتاج هاريس إلى جذب الديمقراطيين المعتدلين والجمهوريين الوسطيين -إلى صفها- دون فقدان دعم اليساريين، وسيكون اختيار نائب الرئيس حاسمًا لتحقيق التوازن في حملتها، فلم يتبق أمامها سوى 3 أشهر لإقناع الناخبين.
وتقول الكاتبة شارلوت لالان -في تقرير نشرته صحيفة “لكسبرس” الفرنسية- إن هاريس تعمل وفريقها جاهدين لتجنب أخطاء حملة 2019 عندما كانت تتنافس في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لحزبها، وكانت عضوا في مجلس الشيوخ عن أكبر ولاية بالبلاد (كاليفورنيا) وحلت في مقدمة استطلاعات الرأي بداية حملتها الانتخابية، ثم حدث الانهيار بعد أن اتخذت عدة قرارات خاطئة بالتعامل مع خصومها، وتقييمها للقضايا التي تهم الولايات المتحدة مثل إصلاح نظام الرعاية الصحي.
كانت إدارة أزمة الهجرة غير النظامية على الحدود المكسيكية هي المهمة الرئيسية التي أوكلها الرئيس جو بايدن إلى نائبته، لكنها لم تنجح بالتعامل معها، وفق الكاتبة.
ويوضح تشارلز كوبشان -وهو مستشار للرئيس السابق باراك أوباما– أن خطة هاريس الأولية هي محاولة تحسين ظروف الحياة في بلاد المصدر مثل السلفادور وهندوراس وغواتيمالا لمنع الهجرة منها، وهي سياسة مشابهة لسياسة الاتحاد الأوروبي في أفريقيا.
وأضاف كوبشان أن إدارة بايدن كانت ملتزمة بتحقيق سياسة هجرة أكثر إنسانية من سياسة ترامب، مما أدى إلى زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين.
وعام 2022، تعامل وكلاء الجمارك وحماية الحدود في الولايات المتحدة مع أكثر من 2.1 مليون مهاجر، وهو رقم قياسي يتجاوز بكثير الرقم السابق المسجل عام 2021، وكان 1.7 مليون.
وأشارت الكاتبة إلى أن نجاحات هاريس في منصب المدعي العام -الذي شغلته في سان فرانسيسكو من 2004 إلى 2011، ثم في كاليفورنيا من 2011 إلى 2017، ساعدتها في إثبات جدارتها بعيدا عن هذه الإخفاقات.
ويتحتم على هاريس الموازنة بين الأحزاب الديمقراطية واليساريين، إذ يعتبر البعض أن هذه المرشحة تميل نحو اليمين في موقفها من القضايا الأمنية، مما قد يجذب الجمهوريين المعتدلين والوسطيين والديمقراطيين، ولكنه عرضها من قبل لانتقادات من قبل الجناح اليساري في حزبها، وفق التقرير.
كما تعد هاريس أيضًا تقدمية للغاية بالنسبة للمعتدلين بسبب مواقفها اليسارية بشأن الضرائب، ويلخص الأمر ألكسيس بويسون، وهو صحفي مستقل مقيم بالولايات المتحدة، قائلا “مشكلتها أنه يُنظر إليها على أنها حازمة للغاية بالنسبة للتقدميين وتقدمية للغاية بالنسبة للمعتدلين بسبب مواقفها اليسارية بشأن الضرائب”.
وتقول الكاتبة إن على هاريس أن تجد طرقًا للتواصل مع الناخبين في مناطق الريف على الرغم من خلفيتها الحضرية.
ووفق الكاتبة، يعتبر مارك كيلي -عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا- خيارا حكيما كنائب للرئيس نظرا لموقفه الصارم من الهجرة، ولكن إذا ترك منصبه الحالي فسيفتح المجال لمنافس ديمقراطي أقل شعبية، وقد يؤثر ذلك سلباً على فرص فوز الحزب بانتخابات الكونغرس عام 2026.
كما يعد جوش شابيرو (حاكم ولاية بنسلفانيا) خيارا محتملا لقدرته على جذب الناخبين بالولايات المتأرجحة. ولكن، يمكن أن يكون آخرون مثل تيم والز (حاكم ولاية مينيسوتا) أو آندي بشير (حاكم ولاية كنتاكي) أكثر فاعلية لمقدرتهم على مخاطبة الناخبين الريفيين، وهو جمهور مهم بالنسبة لحملة هاريس.