Site icon Sawt Asharq

بسبب الهاتف الذكي.. الأم تكرس فقط 25% من انتباهها للطفل

1154544

تحذير من أن تشتيت انتباه الأمهات ينعكس بشكل سلبي على نمو الطفل ويؤدي لعواقب “بعيدة المدى” بسبب عدم كفاية التفاعل بين الأم والطفل

كشفت دراسة جديدة أن الأمهات يكرسن 25% فقط من انتباههن للعناية والتواصل مع أطفالهن الصغار، بسبب استخدامهن للهاتف الذكي بشكل مكثف ما يشتت انتباههن، وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلًا عن دورية Child Development

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن هناك مخاوف من أن تشتيت انتباه الأمهات بسبب استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يضر بنمو الطفل وأن يتسبب في عواقب “بعيدة المدى” بسبب التفاعل غير الكافي بين الأم والطفل

كما يعتقد الباحثون من جامعة تل أبيب أن الأمر نفسه ينطبق على الآباء، الذين يستخدمون الهاتف المحمول لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، لكن لم تشملهم فرضية الدراسة

أداء 3 مهام

وتضمنت الأبحاث، التي قادتها دكتورة كاتي بورودكين، مراقبة سلوك وتفاعل عشرات الأطفال الصغار والأمهات، حيث طلب الباحثون من الأمهات أداء ثلاث مهام أثناء تواجدهن مع أطفالهن، وجميعهم تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات، كالآتي
1. تصفح صفحة معينة على فيسبوك وإبداء الإعجاب بمقاطع الفيديو والمقالات التي تهمهن
2. قراءة المجلات المطبوعة وتمييز المقالات التي تهمهن
3. تكليفهن باللعب مع أطفالهن بينما كان الهاتف الذكي والمجلات خارج الغرفة في مساحة “اللعب الحر دون انقطاع”

وقال الباحثون إن الهدف كان محاكاة مواقف في الحياة الواقعية، حيث يتعين على الأم رعاية طفلها، مع تكريس بعض انتباهها في الوقت نفسه لهاتفها الذكي.

انخفاض الاهتمام بنسبة 75%

ولتشجيع السلوك الطبيعي، لم تكن الأمهات على دراية بالغرض من التجربة عند تصفح الهاتف الذكي أو قراءة مجلة مطبوعة مقارنة بفترات اللعب الحر دون انقطاع، فقد قالت دكتور بوردكين: “تحدثت الأمهات مع أطفالهن أربع مرات أقل أثناء استخدامهن لهواتفهن الذكية”

كما قال الباحثون إنهن لم ينخرطن في محادثات أقل مع الأطفال الصغار فحسب، بل كانت جودة التفاعلات أيضًا رديئة، حيث قدمت الأمهات ردودًا أقل فورية ومخصصة للمحتوى، وغالبًا ما تجاهلن مطالب الأطفال الصريحة

3 مكونات للتفاعل

أثناء قيام الأمهات بالمهام، قام الباحثون بتقييم ثلاث مكونات للتفاعل بين الأم والطفل، هي

أولاً: فحص المدخلات اللغوية للأم – المحتوى المنطوق الذي تنقله الأم إلى الطفل – والذي يعتبر مؤشراً هاماً لتطور الكلام لدى الطفل، حيث كشفت الدراسات السابقة أن انخفاض المدخلات اللغوية يؤدي إلى انخفاض المفردات اللغوية لدى الأطفال، وهو عيب يمكن أن يمتد إلى مرحلة البلوغ

ثانيًا: قام الباحثون بفحص “منعطفات التخاطب”، وهي حركة تفاعلية ذهابًا وإيابًا بين الوالدين والطفل تساعد على تنمية اللغة وتطوير المهارات الاجتماعية، حيث يتعلم الطفل أن لديه شيئًا ما يساهم في التفاعل بالإضافة إلى المعايير الأساسية للتفاعلات الاجتماعية

ثالثًا: تم فحص استجابة الأم من خلال مدى سرعة إجابة واستجابة الأم لخطاب طفلها

هذا ولم يتوصل الباحثون إلى أن الهاتف الذكي يتسبب في تشتيت انتباه الأمهات أكثر من المجلات، لكن بحسب دكتور بورودكين إنه “من الواضح أنه يتم استخدام الهواتف الذكية أكثر من أي وسائط أخرى، لذا فهي تشكل تهديدًا كبيرًا” وتشكل تأثيرًا سلبيًا على نمو الأطفال وتطورهم

Exit mobile version