بينما تتصاعد أزمة السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتابع العواصم الغربية ما يحدث بكثير من القلق، وهو قلق له بواعثه القوية بداية من الموقع الحيوي والإستراتيجي للسودان والتوجس الغربي من التمدد الروسي فيه، فضلا عن الخشية من موجة هجرة جديدة قد تصل هذه المرة إلى أوروبا.
أزمة السودان
وحتى الآن لم تخرج بيانات الدول الأوروبية المؤثرة (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) عن التعبير عن القلق والدعوة للتهدئة والعودة إلى المفاوضات، لكن بالعودة إلى ما نشر عن الحالة السودانية خلال الأشهر الماضية من مراكز الأبحاث الغربية وكذلك في أكبر الصحف الغربية يظهر أن احتمال انهيار الأوضاع في السودان كان حاضرا في ذهن صانع القرار الأوروبي.
- كيف تنظر أوروبا للأزمة السودانية؟
تقارب أوروبا والغرب عموما الأزمة السودانية من خلال 3 قضايا أساسية:
- أولاها الموقع الإستراتيجي للسودان: وهنا نجد صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية تنقل على لسان أكثر من خبير غربي أن تصاعد الصراع ستكون له تداعيات إقليمية واسعة، إضافة إلى القلق من تأثر الحركة في البحر الأحمر الذي يعد أحد الشرايين المهمة للتجارة العالمية.كما تقول صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية إن ما يحدث في السودان -لو استمر- ستكون تداعيات على العلاقة مع دول الجوار، خصوصا مع إثيوبيا التي دخلت في صراعات حدودية مع السودان أكثر من مرة.
- أما القضية الثانية فهي ملف المهاجرين: ذلك أن السودان يستضيف حوالي مليون لاجئ قادمين من دول الجوار، كما تقول الأمم المتحدة إن هناك حوالي 7 ملايين سوداني تعرضوا للتهجير القسري بسبب الصراعات المسلحة.وقد سبق لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” أن حذر الأوروبيين خلال حوار له مع صحيفة “بوليتيكو” (Politico) الأميركية نهاية عام 2021 من أن بلاده قد تصبح مصدرا لتدفق المهاجرين.
- أما القضية الثالثة فهي الخشية من النفوذ الروسي: وهذه الخشية هي التي جعلت التحركات الروسية في السودان تحت المجهر إلى أن أعلن الاتحاد الأوروبي في فبراير/شباط الماضي فرض عقوبات على شركة “ميروي للذهب” (Meroe Gold)، والتي قال إنها فرع لمجموعة فاغنر، وهي وسيلة للتحايل على العقوبات الأميركية “واستغلال ثروات السودان من الذهب”، فضلا عن المحادثات التي جمعت بين السودان وروسيا من أجل إقامة قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر، وهو المشروع الذي قوبل برفض غربي كبير.