أثارت حادثة النازح السوري محمد عبد الرحمن مجو موجة غضب عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تسلّمت عائلته جثمانه وتظهر عليه آثار التعذيب، لكنها لم تتمكّن من فتح تحقيق خوفًا من الملاحقة الأمنية.
محمد عبد الرحمن
وتابع برنامج “شبكات” 2023/8/9 تفاصيل القصة التي تعود أحداثها إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2020 حيث قال رئيس النظام السوري بشار الأسد “إن هناك ملايين اللاجئين ممن يرغبون في العودة إلى الوطن، وإن بلاده قدمت التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف منهم، من خلال العديد من التشريعات: كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين، إضافة إلى مراسيم العفو التي استفاد منها من هم في داخل الوطن وفي خارجه”.
وفي مايو/أيار الماضي دعا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الحكومات العربية للإسهام في إعادة إعمار سوريا، لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وعن تفاصيل الحادثة، فالشاب مجو ينحدر من حي خان العسل جنوب غربي حلب، وهو نازح يقيم في مدينة الأتارب بريف حلب الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة. وهو وحيد لوالديه، متزوج ولديه طفلان، وفي مايو/أيار الماضي قرّر العودة إلى مكان إقامته الأصلي بمدينة حلب، لإجراء تسوية لوضعه الأمني، وفق تقارير حقوقية.
ويشار إلى أن تسوية الوضع الأمني هي آلية شاعت خلال سنوات الحرب، يتم من خلالها التدقيق في ملفات العائدين إلى مناطق النظام، لمنحهم الإعفاء وليعودوا إلى حياتهم الطبيعية، وتضع الخارجية السورية بند “تسوية وضع” على موقعها الإلكتروني ليتمكّن من يريد العودة من التقديم عبره.
من جهتها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عناصر تتبع لفرع الأمن العسكري التابعة لقوات النظام السوري اعتقلت الشاب من منزله في مدينة حلب، دون إبداء أي مذكرة اعتقال قانونية، ولم تُبلغ عائلته باعتقاله، ومُنع من التواصل مع ذويه أو مع محامٍ.
وبعد ذلك اقتيد الشاب إلى أحد مراكز الاحتجاز في مدينة دمشق، وقبل أيام تلقّت عائلته نبأ وفاته في أحد مراكز الاحتجاز بشكل غير رسمي عبر اتصال من قِبل عناصر قوات النظام السوري.
وقالت الشبكة ذاتها إن الشاب تعرّض للتعذيب الوحشي والحرمان من الغذاء، وكذا للإهمال في الرعاية الصحية، ثم تسلّمت العائلة جثمانه وتظهر عليه آثار التعذيب، لكنها لم تتمكّن من فتح تحقيق خوفًا من الملاحقة الأمنية.
وتابع البرنامج تعليقات السوريين على ما جرى للشاب محمد مجو، حيث كتب الناشط أحمد فنين في تغريدة له: “نزل بأمان من أجل إجراء تسوية مع النظام.. بعد أسابيع تم تسليمه لأهله جثة هامدة مقطع الأطراف”.
بدوره تساءل الناشط سامر: “هل يعقل إلى الآن هناك أشخاص يصدقوا النظام ويعودوا”؟
أما عبد الله فيقول: “سوريا لأهلها ما هي لأحد.. سوريا بإذن الله مع عودة اللاجئين أن تصبح عامرة بالخيرات.. ويرجعون آمنين مؤمَّنين وفي أمان”.