كوني باحثة في “لغة الصراع في منطقة البحيرات الكبرى” ولأن الصراع المسلح المباشر بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة الثالث والعشرين من مارس “إم 23” بدأ في أواخر عام 2021، كنت مهتمة بفهم أعمق لما يحدث في شرق الكونغو الديمقراطية.
صراع شرق الكونغو الديمقراطية
أردت بداية التحقيق في أسباب اتهام الحركة مرارا وتكرارا بالمسؤولية عن العنف وانعدام الأمن في المنطقة، على الرغم من وجود عدد كبير من المليشيات في تلك البقعة، إذ سافرت إلى منطقة شمال كيفو للقاء المتحدث باسم حركة “إم 23” لورانس كانيوكا، للتعرف على أصول وتاريخ الحركة والأسباب الكامنة وراء أزمة شرق الكونغو، من وجهة نظر الحركة.
حركة الثالث والعشرين من مارس- “إم 23″، هي حركة سياسية- عسكرية كونغولية تأسست في 6 مايو/أيار 2012، نتيجة للعديد من إخفاقات حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، والمتمثلة بشكل رئيسي برفض تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في 23 مارس/آذار 2009. تعتبر “إم 23” واحدة من مكونات تحالف أكبر يدعى تحالف نهر الكونغو. نحن نناضل من أجل حكم يدعم حقوق الإنسان الأساسية، ويوفر الحماية لجميع المواطنين، ويعالج الأسباب الجذرية للصراع، بمعنى آخر، نناضل من أجل حكم يشجع على الوحدة الوطنية، ويكون خاليًا من خطاب الكراهية، والتمييز، والانقسام، والنزعة القبلية، والمحسوبية، والفساد، وأيديولوجيا الإبادة الجماعية.
هناك العديد من الأسباب للصراع، منها مسألة انعدام الأمن في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الناتج عن الوجود الدائم للجماعات المسلحة الأجنبية، وهي قوات التحالف الديمقراطية، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وكذلك المليشيات المحلية التي تم دمجها رسميًا في القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية. هناك أيضًا قضية عودة وإعادة إدماج النازحين داخليًا في مناطقهم الأصلية، وكذلك اللاجئين، بعضهم يعيش في مخيمات اللجوء خارج البلاد لأكثر من 30 عامًا دون حل دائم. وهناك أيضًا، وهذا هو الأهم، غياب رؤية واضحة للتنمية المستدامة للبلاد ككل.حركة “إم 23″، كما قلت، هي حركة سياسية-عسكرية، لها رئيس وهو من قبائل “موشي” يدعى برتراند بيسيموا، ونائب رئيس وهو أيضًا رئيس أركان الجيش الثوري الكونغولي (ARC)، اللواء سلطاني ماكينغا، وهو كونغولي من قبائل “التوتسي”، والأمين التنفيذي للحركة بنيامين مبونيبا، وهو كونغولي من قبائل “الهوتو”، وأنا نفسي أنتمي لقبيلة “لوبا” من كاساي، الكونغولية.
هناك الكثير منا ينتمي لهذه القبيلة، مثل العقيد كابينجيلي. كما قلت، إنها حركة كونغولية تضم خلفيات عرقية متنوعة. على سبيل المثال، نائب رئيس الأركان الجنرال برنارد بيامونجو هو من قبيلة “موتيمبو”، والمتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل ويلي نجوما من قبيلة “باس كونغو”، والعقيد بيويو من قبيلة “موشي”. هذا يعني أن حركتنا شاملة ومتنوعة، على عكس ما تحاول حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية تصويرنا به، على أننا روانديون أو حركة يقودها التوتسي
على الجانب الآخر من الصراع، هناك ائتلاف الحكومة الكونغولية الذي يضم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية (FARDC)، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا (FDLR)، وهي مجموعة أجنبية انبثقت عن “الإنتراهاموي” المليشيات الرواندية التي ارتكبت الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994، إضافة إلى مليشيات محلية التي كانت تسمى سابقًا “ماي-ماي” والتي تُعرف اليوم باسم “وزاليندو”، والمرتزقة الأوروبيين، وقوات الدفاع الوطني البوروندية، وقوة ساميدرك الإقليمية التابعة “للمجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي”.
هناك بضع مئات من المرتزقة موجودون حاليًا هنا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. بعضهم رومانيون، كما أكدت حكومتهم. مقرهم الرئيسي في غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو، والعديد منهم منتشرون على الخطوط الأمامية. لقد رأينا بعضهم في كينشاسا وهم يتولون حماية الرئيس تشيسكيدي. ومن المهم في هذا السياق أن يعرف الجميع، أن استخدام المرتزقة يخالف الاتفاقيات الدولية للأمم المتحدة، بما في ذلك اتفاقية الاتحاد الأفريقي لعام 1977 للقضاء على المرتزقة في أفريقيا. تنفق حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ملايين الدولارات للحفاظ على خدمات هؤلاء المرتزقة، بينما يتراوح راتب العسكري الكونغولي بين 50 و100 دولار أميركي.