نشبت صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم اليوم الأربعاء بالقرب من مكتب للتجنيد في القدس خلال مظاهرة احتجاجية شارك فيها مئات الحريديم ضد قرار تجنيدهم وإلزام عدد منهم بالخدمة العسكرية.
صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم
وقالت مراسلة الجزيرة في القدس إن الشرطة الإسرائيلية فرقت المحتجين بعد أن أغلقوا مسارا للقطار الخفيف، وتقاطع طرق في موقع المظاهرة باستخدام مياه الصرف.
ودعت مجموعات من الحريديم إلى “مظاهرات ويوم تعطيل لحركة المرور” بالتزامن مع بدء وصول عدد من شبابهم ممن تلقوا استدعاءات للخدمة العسكرية إلى مكتب التجنيد بالقدس.
وأظهرت مقاطع مصورة عددا من الحريديم وهم يغلقون شوارع في محيط المكتب، ويشتبكون مع الشرطة التي حاولت فض احتجاجهم. ويظهر مقطع فيديو أحدهم وهو ينظر إلى أفراد الشرطة قائلا: “نازيون”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مواجهات اندلعت بين الحريديم الرافضين للخدمة وعدد من المتظاهرين الإسرائيليين المطالبين بتجنيدهم؛ حيث وصلوا إلى الموقع لدعم الذين استجابوا لأوامر الاستدعاء والالتحاق بالخدمة العسكرية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها: “منذ ساعات الصباح الأولى، تعمل الشرطة بقوات متزايدة للحفاظ على القانون والنظام بالقرب من مكتب التجنيد في القدس”.
وأضافت: “في مرحلة ما، بدأ العشرات من مثيري الشغب تعطيل النظام أثناء إغلاق الشوارع المجاورة، باستخدام سياج شبكي حديدي مصمم لترسيم الحدائق في الأماكن العامة”.
وتابعت: “جرى شتم الشرطة بعبارة نازيين وغيرها، مع محاولات لاقتحام سياج الشرطة باتجاه مكتب التجنيد ومحاولات إغلاق شارع يافا، وبعد أن أعلن ضابط شرطة للمشاركين في المظاهرة أنها احتجاج غير قانوني بسبب أفعالهم، بدأ الضباط بدفعهم إلى جانب الشارع”.
وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة احتجاجات من الحريديم على محاولة الجيش تجنيدهم، وشرع الجيش الإسرائيلي، خلال يوليو/تموز الماضي، في إرسال أوامر استدعاء إلى الحريديم لأداء الخدمة العسكرية.
ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، فإنه من بين عدة آلاف وصلتهم استدعاءات للتجنيد، لم يستجب سوى عشرات فقط.
ويعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي عجزا في عدد أفراده وسط حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتداءاته المكثفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل مع حزب الله.
ويشكل الحريديم نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم. وتطالب الأحزاب غير الدينية بفرض التجنيد على المتدينين من أجل تقاسم الأعباء الناتجة عن الحرب.
ويفرض القانون الإسرائيلي الخدمة العسكرية على الذكور والإناث البالغين من العمر 18 عاما. وفي 25 يونيو/حزيران الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.