زيلينسكي يتهم الدول الغربية بمنع بلاده من استخدام الأسلحة التي زودتها بها لضرب الأراضي الروسية، محذرا من أن روسيا قد تكثف هجومها، وقال إن كييف لن تقبل سوى “سلام عادل” على الرغم من دعوات الغرب لحل سريع.
زيلينسكي يتهم الدول الغربية
وقال زيلينسكي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن “روسيا يمكنها ضربنا انطلاقا من أراضيها، وهذا أكبر تفوق تتمتع به، ولا يمكن لنا أن نفعل أي شيء لأنظمة أسلحتها الموجودة على أراضيها باستخدام الأسلحة الغربية، ليس لدينا الحق في القيام بذلك”، مؤكدا أنه اشتكى من هذا الأمر مجددا هذا الأسبوع إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وعندما سئل عن هذه القضية خلال زيارة لكييف هذا الأسبوع، قال بلينكن إن “على أوكرانيا في نهاية المطاف أن تتخذ قراراتها بشأن كيفية خوض هذه الحرب”.
وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا لا تملك الوسائل والقوات اللازمة لشن هجوم واسع النطاق على العاصمة كييف كما فعلت في بداية عمليتها، مبديا اعتقاده بأن دونباس وخاركيف شرق وشمال شرق أوكرانيا هما الهدفان الرئيسيان للكرملين.
وفي حين حققت القوات الروسية تقدما تدريجيا في الأشهر الأخيرة فقد شهدت مكاسب أكبر على طول الحدود الشمالية الشرقية في هجوم بدأ في 10 مايو/أيار الجاري على خاركيف.
لكن زيلينسكي قال إن أوكرانيا ستحتفظ بخطوطها الدفاعية وستوقف أي اختراق روسي كبير، وقال “لن يستسلم أحد”.
واعتبر أن هجوم روسيا على منطقة خاركيف يمكن أن يكون مجرد موجة أولى من هجوم أوسع نطاقا، مضيفا أن موسكو تريد مهاجمة المدينة رغم أنها تدرك أنها ستكون “صعبة للغاية”.
وقال” إنهم يفهمون أن لدينا قوات ستقاتل لفترة طويلة”.
وأضاف زيلينسكي “لقد أطلقوا عمليتهم، وهي يمكن أن تكون مؤلفة من موجات عدة، وهذه هي الموجة الأولى، لكن الوضع تحت السيطرة بعد هذه الموجة”، وذلك في وقت حققت روسيا للتو أكبر مكاسبها الإقليمية منذ نهاية عام 2022.
وأكّد الرئيس الأوكراني أنّه رغم التقدّم الروسي في الأيّام الأخيرة في هذه المنطقة الشماليّة الشرقيّة، فإنّ الوضع أفضل بالنسبة إلى قوّاته عمّا كان عليه قبل أسبوع، عندما عبرت قوات الكرملين الحدود بشكل مفاجئ.
وقال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة. وأضاف “لقد أوقفناهم لن أقول إنّه نجاح روسي كبير، لكن علينا أن نقر بأنهم هم من يتوغلون في أرضنا، وليس العكس”.
لكنه شدد على أنه لا ينبغي لكييف وحلفائها الغربيين إظهار الضعف، ودعا إلى نشر بطاريتي باتريوت للدفاع عن أجواء خاركيف والجنود الذين يدافعون عنها.
وفي حديثه عن الهجوم خلال زيارة للصين أمس الجمعة قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه رد على قصف أوكرانيا المناطق الحدودية.
وأضاف “قلت علنا إنه إذا استمر هذا الأمر فسوف نضطر إلى إنشاء منطقة أمنية”.
وعندما سئل عما إذا كانت روسيا تخطط للاستيلاء على مدينة خاركيف -التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة- قال بوتين “بالنسبة لخاركيف لا توجد مثل هذه الخطط حتى اليوم”.
وأقر زيلينسكي بأن ثمة نقصا في عدد القوات الأوكرانية وأن هذا يؤثر في معنويات الجنود، في وقت يدخل قانون جديد للتعبئة حيز التنفيذ اليوم السبت لتعزيز صفوف الجيش.
وقال زيلينسكي “علينا ملء الاحتياطات، ثمة عدد كبير من الألوية الفارغة، علينا أن نفعل ذلك حتى يتمكن الرجال الموجودون في الخطوط الأمامية من التناوب بشكل طبيعي، هذه هي الطريقة التي ستتحسن بها الروح المعنوية”.
وكرر زيلينسكي مناشداته للحلفاء إرسال المزيد من طائرات الدفاع الجوي والمقاتلات، وشدد على أن أوكرانيا لديها ربع أنظمة الدفاع الجوي التي تحتاجها.
وأوضح زيلينسكي “اليوم، لدينا 25% مما نحتاجه للدفاع عن أوكرانيا، أنا أتحدث عن أنظمة الدفاع الجوي”، خاصة أنظمة باتريوت الأميركية، مشيرا إلى أن بلاده تحتاج 120 إلى 130 طائرة مقاتلة من طراز “إف-16” أو غيرها من الطائرات الحديثة “حتى لا يكون لروسيا تفوق في الجو”.
وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين لديهم “القيم نفسها” ولكن في كثير من الأحيان “وجهات نظر مختلفة”، خاصة في ما يتعلق بما قد تبدو عليه نهاية الصراع “نحن في وضع هراء، حيث يخشى الغرب من هزيمة روسية وهزيمة أوكرانية على السواء”.
وعندما سئل عن احتمال وجود سيناريو لإنهاء الأعمال العدائية مثل السيناريو الذي أنشأ خطا فاصلا في شبه الجزيرة الكورية قال زيلينسكي “الجميع يريد أن يجد نموذجا لإنهاء الحرب بشكل أسرع”.
وحث الصين ودول العالم النامي على حضور قمة سلام تستضيفها سويسرا بمشاركة عشرات القادة الشهر المقبل ولم تتم دعوة روسيا إليها.
وقال زيلينسكي إن لاعبين عالميين مثل الصين “لهم تأثير على روسيا، وكلما زاد عدد الدول التي تقف إلى جانبنا وإلى جانب نهاية الحرب كان على روسيا أن تتحرك وتحسب حسابا لذلك”.
كما رفض زيلينسكي دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هدنة أولمبية خلال دورة ألعاب باريس، قائلا إنها ستمنح “ميزة ” لموسكو من خلال منحها الوقت للتحرك حول القوات والمدفعية.