بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليغرام، ولد عام 1984 في سانت بطرسبورغ بروسيا، درس علوم اللغة وتخرج عام 2006، وأسس في العام نفسه موقع “فكونتاكتي” للتواصل الاجتماعي رفقة صديقه إيليا بيريكوبسكي.
بافيل دوروف
استقطب الموقع شعبية كبيرة خلال مدة وجيزة، فأطلق على دوروف لقب “زوكربيرغ روسيا” (نسبة لمؤسس موقع فيسبوك الأميركي مارك زوكربيرغ)، لكنه غادر منصب المدير التنفيذي في أبريل/نيسان 2014، وقال إن من سماهم “حلفاء” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استولوا على الموقع.
أسس دوروف مع شقيقه نيكولاي تطبيق تليغرام الذي حقق نموا متسارعا، لكن نظام التشفير ورفض تقديم بيانات المستخدمين لأجهزة الأمن جعلاه في مواجهة مع قوانين بعض الدول، واعتقلته السلطات القضائية الفرنسية يوم 25 أغسطس/آب 2024.
ولد بافيل دوروف في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1984 في سانت بطرسبورغ (لينينغراد سابقا) بروسيا.
كان والده فاليري دوروف أكاديميا مشهورا ودكتورا في العلوم اللغوية، ومتخصصا في الأدب اللاتيني وتاريخ روما، ولأنه عمل لفترة في مدينة تورينو بإيطاليا، فقد قضى بافيل بعض طفولته هناكعلى خطى والده، تخصص دوروف في علوم اللغة، وتخرج من جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية عام 2006 بدرجة الشرف الأولى.
في أوائل العشرينيات من عمره وبعد تخرجه من قسم اللغة، ولج دوروف عالم ريادة الأعمال، فأسس رفقة إيليا بيريكوبسكي موقع فكونتاكتي عام 2006، وأصبح مديره التنفيذي.
وموقع فكونتاكتي هو شبكة للتواصل الاجتماعي، شبيه بفيسبوك، واستطاع أن يستقطب شعبية كبيرة داخل روسيا إضافة إلى أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وبعض الدول العربية.
وتفوق الموقع على فيسبوك في جميع الدول التي كانت منضوية تحت ما كان يعرف بـ”الاتحاد السوفياتي”، وأصبح يطلق على دوروف “زوكربيرغ روسيا”، في إشارة إلى منافسته لمؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ.
وفي 2012 عارض بشدة مساعي مجموعة “ميل دوت رو” شراء الموقع الذي قدرت قيمته أثناء توليه منصب مديره التنفيذي بثلاثة مليارات دولار، ثم باع حصته البالغة 12% عام 2013.
وفي 2014 رفض الموقع تسليم البيانات الشخصية لمستخدميه من المحتجين الأوكرانيين أو حظر صفحات الناشطين السياسيين بناء على طلب وكالات الأمن الروسي.
وغادر دوروف منصب المدير التنفيذي في أبريل/نيسان 2014 إثر خلافات مع المالكين، ثم خرج من روسيا، وقال في تعليقات نقلت عنه إن “حلفاء بوتين” استولوا على فكونتاكتي.
بعد مغادرته منصب المدير التنفيذي لموقع فكونتاكتي وخروجه من روسيا، عمل دوروف على تطوير تطبيق تليغرام للمحادثة، الذي كان قد أطلقه رفقة شقيقه نيكولاي في أغسطس/آب 2013.
واتخذ من مدينة برلين الألمانية مقرا لشركته الجديدة، قبل أن ينقلها عام 2017 إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة.
وانطلاقا من موقفه الداعم لخصوصية المستخدمين، اعتمد دوروف نظاما لتشفير المحادثات، بحيث لا يمكن الاطلاع عليها إلا عبر جهاز الإرسال أو جهاز الاستقبال، لكنه مع ذلك تعرض لانتقادات بخصوص جمع بيانات المستخدمين.
وحقق تليغرام نموا متسارعا وأصبح ضمن تطبيقات المحادثة العشرة الأوائل على مستوى العالم في عام 2023، كما ارتفع عدد مستخدميه من 35 مليونا عام 2014 إلى 900 مليون في 2024.
وتقدر مجلة فوربس ثروة دوروف بنحو 15.5 مليار دولار، وإضافة إلى تليغرام فقد أنشأ عملة مشفرة عام 2018.
بموجب مواقفه الرافضة لتقديم بيانات مستخدمي تليغرام إلى أجهزة الأمن، حصل دوروف على تكريمات وجوائز من هيئات صحفية عديدة، لكنه كان بالمقابل محل اتهام بانتهاك قوانين العديد من بلدان العالم.
ففي بلده روسيا حُظر تليغرام عام 2018، ثم رُفع عنه الحظر في يونيو/حزيران 2020، وهو ما عللته هيئة الرقابة على الاتصالات والإعلام “روسكومنادزور” برفض دوروف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وفي الاتحاد الأوروبي أصبح تليغرام ابتداء من فبراير/شباط 2024 في مواجهة “قانون الخدمات الرقمية”، وهو قانون جديد يفرض على المنصات الرقمية إزالة المحتوى غير القانوني.
أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد اضطرت شركة تليغرام عام 2020 إلى إلغاء أحد مشاريعها بعد دعوى تقدمت بها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بشأن عملة رقمية “غير مسجلة” تتبع للشركة، وبموجب تسوية بين الطرفين دفعت تليغرام غرامة 18.5 مليون دولار.
كما وجهت دول عديدة أخرى اتهامات لشركة تليغرام بعدم الاستجابة لمقتضيات القوانين المتعلقة بمراقبة منصات التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه الدول إسبانيا والصين وإيران وباكستان وبيلاروسيا وتايلند والبرازيل وغيرها.
في 25 أغسطس/آب 2024 اعتقلت السلطات القضائية الفرنسية بافيل دوروف بعد أن حطت طائرته في مطار “لو بورجيه” قرب العاصمة باريس بموجب مذكرة اعتقال ضمن تحقيق أولي.
ووجهت لدوروف تهمٌ بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية للحد من “الاستخدام الإجرامي” لتطبيق تليغرام، وتولى التحقيق المكتب الوطني لمكافحة الاحتيال، إضافة إلى وحدة أمن سيبراني تابعة للأمن الفرنسي.
وقد أكدت شركة تليغرام التزامها بالقوانين الأوروبية، بما فيها قانون الخدمات الرقمية الذي دخل حيز التنفيذ في شهر فبراير/شباط 2024، لكنها انتقدت بشدة تحميلها المسؤولية عن إساءة الاستخدام.
وتعليقا على اعتقاله، انتقد بيان للسفارة الروسية في باريس رفض السلطات الفرنسية طلب السماح بزيارة قنصلية، كما تقدمت الإمارات أيضا بطلب زيارة قنصلية لدوروف الذي يحمل جنسيتها أيضا.