نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن القرار الأميركي بوقف شحنة مساعدات عسكرية لإسرائيل يرتبط مباشرة مكالمة هاتفية مشحونة بين بايدن ونتنياهو ، مشيرا إلى أن تلك المكالمة شكلت نقطة تحول.
مكالمة هاتفية مشحونة بين بايدن ونتنياهو
وقال المسؤول الأميركي إن بايدن وجه إنذارا لنتنياهو خلال مكالمة هاتفية مشحونة جرت في الرابع من أبريل/نيسان الماضي بعد مقتل 7 موظفي إغاثة يعملون في منظمة المطبخ العالمي بعد استهدافهم بقصف جوي إسرائيلي.
وأوضح أن بايدن هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن السياسة الأميركية تجاه إسرائيل ستتغير إذا لم توفر تل أبيب الحماية للمدنيين وموظفي الإغاثة.
وقال المسؤول الأميركي الذي لم تذكر رويترز اسمه: إنه من بين مكالمات صعبة كثيرة بين بايدن ونتنياهو، شكلت تلك المكالمة نقطة تحول، إذ لم يسبق أن هدد بايدن بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح رغم المحادثات بينهما التي كانت تزداد توترا بمرور الوقت.
وفي الأسبوع الماضي، تحرك البيت الأبيض بناء على الإنذار الذي ورد في تلك المكالمة، حيث أوقفت الولايات المتحدة إرسال شحنة تضم آلاف القنابل الثقيلة في ظل القلق من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والذي أعلنت واشنطن اعتراضها عليه ما لم تقدم إسرائيل ضمانات بحماية المدنيين.
يشار إلى أن بايدن تعرض لضغوط كبيرة من حلفاء الولايات المتحدة الدوليين، كما تعرض لضغوط داخلية من قبل العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي الذين طالبوا بوضع شروط على إمدادات السلاح لإسرائيل التي تبلغ مليارات الدولارات، في ظل العدد الكبير من الضحايا في غزة، والذي ناهز 35 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف مصاب منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأثارت الخطوة الأميركية غضب الإسرائيليين، حيث توالت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المنتقدة لها، كما أثارت انتقادات لاذعة من السياسيين الجمهوريين الداعمين لنتنياهو، والذين اتهموا الرئيس الأميركي بتقويض أمن إسرائيل.
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي -اليوم الجمعة- الرئيس الأميركي بسبب وقف إدارته إرسال شحنة الأسلحة، ونقلت عنه شبكة “سي إن إن” في وقت مبكر اليوم قوله إن بايدن ارتكب خطأ.
كما أعرب عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأميركي من تجاوز خلافاتهما بشأن الحرب على غزة.
ورغم الضجيج الذي أثاره قرار وقف شحنة السلاح تلك، ما زالت الأسلحة الأميركية تتدفق على تل أبيب، وقد وأفادت وكالة رويترز أن أسلحة أميركية بمليارات الدولارات في طريقها الآن إلى إسرائيل، على الرغم من تأخير شحنة واحدة من القنابل ومراجعة إدارة الرئيس جو بايدن لشحنات أخرى خشية استخدامها في هجوم قد يلحق المزيد من الدمار بالمدنيين الفلسطينيين.
وقال مسؤول أميركي كبير هذا الأسبوع إن الإدارة أعادت النظر في تسليم أسلحة قد تستخدمها إسرائيل في غزو كبير لمدينة رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني، ونتيجة لذلك أوقفت مؤقتا شحنة قنابل لإسرائيل.
ونقلت رويترز عن السيناتور جيم ريش، العضو الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قوله إن شحنات الأسلحة الأميركية المقرر إرسالها إلى إسرائيل تضم مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية، بما في ذلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي تحول القنابل الغبية إلى أسلحة دقيقة التوجيه، وقذائف دبابات ومدافع مورتر ومركبات تكتيكية مدرعة.
يبدو أن صدى خطوة واشنطن بوقف شحنة السلاح تلك لإسرائيل بدأ يتردد في عواصم أخرى، فقد قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن برلين تفكر في اتخاذ خطوات مماثلة.
وقال الوزير الألماني خلال مقابلة تلفزيونية ليل الخميس: “تجري مناقشة هذا الأمر في الوقت الحالي”. وأوضح أن مسؤولية اتخاذ قرار بهذا الشأن تقع على عاتق المستشارية الألمانية ووزارة الخارجية، وإن النقاشات تجري خلف أبواب مغلقة.
وخلال رده على سؤال عما إذا كان يتفهم الخطوة الأميركية بوقف شحنة أسلحة لتل أبيب، قال بيستوريوس: “نعم، يمكنني أن أتفهمها”.
وكان بيستوريوس قد دعا الأربعاء الماضي بعد اجتماع عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى منع المزيد من التصعيد في حرب في قطاع غزة.
كما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -أمس الخميس- الدول الأوروبية للتوقف عن بيع الأسلحة لإسرائيل من أجل دفعها لوقف الحرب على غزة.
وأوضح بوريل أن القصف الإسرائيلي لن يتوقف قبل نفاد الذخائر الموجودة بحوزة إسرائيل، كما أوضح أن الاتحاد الأوروبي “منقسم” حيال اتخاذ موقف مشترك ضد ما يحدث في غزة.
وخاطب زعماء الاتحاد قائلا: “بعض القادة يقولون: هناك كثير من الوفيات في غزة، والسؤال الذي يجب طرحه هو: كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا؟ هل يتعين علينا أن ننتظر موت 50 ألف شخص قبل أن نتخذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد؟”.
وتعد الولايات المتحدة وألمانيا المصدر الرئيسي للأسلحة التي تصل إلى إسرائيل، حيث تشير الأرقام إلى أن 68% من صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بين عامي 2013 و2022 مصدرها أميركا، و28% مصدرها ألمانيا، وفق بيانات معهد الأبحاث السويدي “سيبري”.