قبل أيام قليلة، لم يسمع كثيرون من رواد منصات التواصل الاجتماعي حول اسم رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، واليوم أصبح اسمها أشهر من نار على علم بين المدونين المناصرين للقضية الفلسطينية حول العالم وخاصة أميركا، حيث يتداول اسمها بكثرة مع شكرها على ما فعلته من أجل هذه القضية وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر.
نعمت شفيق
القصة بدأت عندما نصب مجموعة من الطلاب مخيما في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك، احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أهالي قطاع غزة، فقررت رئيسة الجامعة نعمت شفيق إخلاء المخيم يوم الخميس، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تقتحم فيها الشرطة حرم الجامعة منذ احتجاجات حرب فيتنام في نهاية ستينيات القرن الماضي.
دخول الشرطة إلى حرم الجامعة واعتقال عدد من الطلاب فجّرا غضب باقي الطلبة لتتسع رقعة الاحتجاجات.
ووجه ناشطون عبارات شكر لنعمت شفيق لأنها أخذت قرار الاستعانة بالشرطة، وبهذه الحركة أوقدت شرارة انتفاضة الطلبة في أميركا، وسلطت الضوء على القضية الفلسطينية بشكل أكبر، وأشاروا إلى أن أكثر شيء يكرهه الطلبة و”الأحرار” في أميركا هو التعامل معهم بعنف وقمع حريتهم في التعبير عن آرائهم.
وقال مغردون إن الشارع كان محتقنا في أميركا وكذلك الطلبة لما يحدث في غزة من حرب إبادة، وقرار نعمت شفيق “المستبد” و”المنفرد”، وفق تعبيرهم، أوقد النار التي كانت تفكر في إطفائها.
وبعث أحد المغردين رسالة شكر لنعمت شفيق، ودوّن فيها ساخرا “أبعت رسالة تحية وتقدير لبنت بلدي والعبقرية الاقتصادية الفذة الدكتورة نعمت شفيق، التي اتخذت قرارا تاريخيا باستدعاء الشرطة للطلاب المعتصمين من أجل غزة”.
وأضاف “بسببها تفجر الموضوع وكبر، وبدلا من فض اعتصام أصبح الموضوع رأيا عاما واحتجاجات اتسعت إلى جامعات أخرى، والآن اللوبي الإسرائيلي يطالبها بتقديم استقالتها”.
وسخر مدونون أيضا من استدعاء شفيق الشرطة ودخولها حرم الجامعة بالقول “ماذا بينها وبين ربها كي تكون هي أيقونة الجامعات في أميركا وتقدم خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية التي أرادت أن تقمع الأصوات الداعمة لها”.
وقال معلقون إن تصرف شفيق “قدم أكبر خدمة للقضية الفلسطينية منذ 76 عاما من الاحتلال بسبب انتشار القضية بين الطلبة الأميركيين وجعلهم يهتمون بما يحدث في غزة، وبدلا من أن تخدم اللوبي الإسرائيلي قدمت خدمة عظيمة للشعب الفلسطيني خاصة أهالي قطاع غزة”.
وأشار مدونون إلى أن معظم الطلاب المحتجين هم من حملة الجنسية الأميركية، ونسبة مشاركة الطلاب من باقي الجنسيات قليلة جدا خوفا من سحب المنح الدراسية منهم أو إلغاء تأشيراتهم.
ولفت آخرون إلى نقطة وصفوها بغاية في الأهمية، وهي أن المتظاهرين في الجامعات المذكورة هم في أعلى الترتيب الأكاديمي بأميركا ويرتادها المميزون وأبناء الأثرياء، وأن غالبية هؤلاء الطلبة يحجزون وظائف في غاية الأهمية ومنهم من يتم إعداده للخدمة العامة، كأن يكونوا أعضاء بالكونغرس أو في إدارة الولايات وغيرها.
وقال مغردون إن دخول الشرطة لحرم جامعي بالأعراف الجامعية عار وخزي ونقطة سوداء في تاريخ أي جامعة بالعالم، لذلك سيؤثر هذا الأمر على سمعة الجامعة، كما ستنتقل عدوى المظاهرات إلى باقي الجامعات.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر وصول قوات مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة نيويورك إلى حرم جامعة كولومبيا.
وأقرت الهيئة الطلابية في جامعة كولومبيا بأغلبية ساحقة استفتاءً يطالب الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل، وإلغاء افتتاح مركز تل أبيب العالمي، وإنهاء برنامج الشهادات المزدوجة بجامعة تل أبيب.