ظهور مشترك بايدن وهاريس أمس الخميس للمرة الأولى خلال الحملة الانتخابية منذ أن حلّت محله مرشحة عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، في وقت واصل فيه منافسها الجمهوري دونالد ترامب توجيه الاتهامات لها معتبرا أن من حقه شنّ هجوم شخصي عليها.
ظهور مشترك بايدن وهاريس
وفي لاغور بولاية ماريلاند قرب واشنطن، احتفل بايدن وهاريس أمس “باتفاق تاريخي” لخفض أسعار أكثر أدوية الرعاية الصحية شيوعا وتكلفة والخاصة بعلاج السكري والتجلطات الدموية ومشكلات القلب.
ووفق بيان للبيت الأبيض، “سيسمح الإصلاح المعلن بتوفير 1.5 مليار دولار للمشمولين بالتأمين الصحي والأميركيين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، إلى جانب 6 مليارات دولار للمكلفين، وذلك بدءا من العام الأول للشروع في تطبيقه في عام 2026”.
وربط بايدن “هذا الإنجاز” بنائبته هاريس التي أكدت “لن نتوقف عند هذا الحد”. وشجعت هاريس حشدا متحمسا على الهتاف “شكرا جو.. شكرا جو” قبل أن تعانق الرئيس البالغ من العمر 81 عاما الذي قال بدوره “هذه معركة يجب أن تستمر.. وهاريس ستصبح رئيسة رائعة”.
وردا على سؤال عما إذا كان قلقا من أن تسعى هاريس إلى إبعاد نفسها عن سجله الاقتصادي، قال بايدن للصحفيين “لن تفعل ذلك”.
وتركز هاريس على أسعار المواد الغذائية والإسكان المرتفعة حيث يلعب التضخم دورا كبيرا في الحملة الانتخابية، ويأتي الإعلان أمس عن “الاتفاق التاريخي” في الوقت المناسب خصوصا أن الأمر يعدّ من نقاط ضعف هاريس التي من المقرر أن تقدم اليوم الجمعة الخطوط العريضة لبرنامجها الاقتصادي في ولاية كارولينا الشمالية.
وفي السنوات الأربع والنصف منذ بدء جائحة كورونا ارتفعت أسعار بعض اللحوم بأكثر من التضخم الإجمالي، فقد ارتفعت أسعار لحوم البقر 33%، في حين قفزت أسعار الدجاج 31%، ولحم الخنزير 21%، وفقًا لبيانات الحكومة.
كما تعد تكلفة الإسكان محركا رئيسًا آخر للتضخم، وتخطط هاريس لاستخدام الموارد الفدرالية للترويج لبناء 3 ملايين وحدة سكنية جديدة إذا انتُخبت، وتمرير تشريع لإبطاء زيادات الإيجار، وتوفير 25 ألف دولار مساعدة للدفعة الأولى لمشتري المنازل لأول مرة.
وتتضمن خطة الإسكان التي اقترحتها هاريس إنشاء ائتمان ضريبي لبناة المنازل الذين يقومون ببناء منازل أولية لمشتري المنازل لأول مرة، ومضاعفة “صندوق الابتكار” لإدارة بايدن بقيمة 20 مليار دولار لبناء المساكن. ومن شأن مساعدة الدفعة الأولى أن توسع كثيرا اقتراح بايدن لتقديم الدعم الفدرالي للمشترين لأول مرة.
ويرجح المراقبون أن يثق الأميركيون في ترامب أكثر من هاريس عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الاقتصاد، لكن الفارق طفيف حيث يرى 45% أن ترامب في وضع أفضل للتعامل مع الاقتصاد، بينما يقول 38% الشيء نفسه عن هاريس، وذلك وفقا لأحدث استطلاع رأي أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز نورك لأبحاث الشؤون العامة.
وفي حديثه للصحافيين أمس من منتجعه للغولف في نيوجيرسي، قال ترامب إن منافسته الديمقراطية الجديدة هاريس تقترح “ضوابط أسعار شيوعية” من شأنها أن تؤدي إلى نقص وجوع ومزيد من التضخم، وترغب في تطبيق إجراءات “مستمدة مباشرة من فنزويلا أو الاتحاد السوفياتي” لمواجهة ارتفاع الأسعار.
وقال ترامب إنه يعتقد أنه “يحق له شن هجمات شخصية” على منافسته الديمقراطية، مضيفا أنه “غاضب للغاية” من كامالا هاريس ويشكك في ذكائها.
وردا على سؤال عما إذا كانت حملته بحاجة إلى مزيد من الانضباط حيث يواجه منافسة ديمقراطية نشطة، قال ترامب في ناديه للغولف، حيث دعا المراسلين في سعيه لإثقال كاهل هاريس بالسجل الاقتصادي غير الشعبي لبايدن، “في ما يتعلق بالهجمات الشخصية، فأنا غاضب جدا منها بسبب ما فعلته للبلاد”.
وأضاف “أنا غاضب جدا منها لأنها ستستخدم نظام العدالة سلاحا ضدي وضد أشخاص آخرين، وغاضب جدا منها. أعتقد أنني أحقّ بشن هجمات شخصية”. وأضاف “ليس لدي كثير من الاحترام لذكائها وأعتقد أنها ستكون رئيسة فظيعة”.
وتعهد ترامب في خطاب مطول، وهو محاط بصناديق من الحبوب والبيض والمعجنات، “بخفض الأسعار فورا” إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ثم تطرق بعد ذلك إلى سلسلة مسائل متعلقة بالهجرة والذكاء الاصطناعي ومشكلاته القضائية.