يحيى السنوار من أبرز عناصر المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، اعتقل مرات عدة وحكم عليه بأربعة مؤبدات. حرر في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، وعاد ليشغل مراكز قيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اختارته قائدا لها بغزة خلفا لإسماعيل هنية.
يحيى السنوار
ولد يحيى السنوار عام 1962 بمخيم خان يونس لعائلة ترجع أصولها إلى مجدل عسقلان المحتلة.
درس في مخيم خان يونس، والتحق بالجامعة الإسلامية في غزة حيث حصل على البكالوريوس في اللغة العربية.
يعتبر يحيى السنوار من القيادات الفلسطينية الأولى التي قادت أشكالا مختلفة من المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدية ثمانينيات القرن الماضي.
وكانت أول تجربة اعتقال للسنوار عام 1982، وأبقته قوات الاحتلال الإسرائيلي رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر.
وفي 1985 اعتقل مجددا ثمانية أشهر بعد اتهامه بإنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة حماس الذي عرف باسم “مجد”، حيث كان الجهاز يعمل على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
بعد ذلك بثلاث سنوات، وبالضبط عام 1988، اعتقل السنوار مجددا وصدر عليه حكم بالسجن أربعة مؤبدات.
أفرج عن السنوار عام 2011 خلال صفقة “وفاء الأحرار”، حيث تم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرة وأسيرا فلسطينيا.
وقد أُسر شاليط يوم 25 يونيو/حزيران 2006 على يد مقاومين من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الفصائل اسم عملية “الوهم المتبدد”، واعتبرت من أكثر العمليات الفدائية الفلسطينية تعقيدا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية
وتمت صفقة التبادل “وفاء الأحرار” بعد أكثر من خمس سنوات قضاها شاليط في الأسر في مكان سري بقطاع غزة، بعد أن عجزت إسرائيل بكل قدراتها الاستخبارية وعملائها عن الوصول إليه، كما فشل عدوانها الذي شنته نهاية 2008 وبداية 2009 في إنقاذه من الأسر.
وبعد الإفراج عن السنوار، عاد إلى مكانه قياديا بارزا في حركة حماس ومن أعضاء مكتبها السياسي. وبحسب جريدة السبيل الأردنية فقد شغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب عز الدين القسام، بصفته “ممثلا للكتائب” في المكتب السياسي لحماس.
وبفضل نضاله داخل كتائب القسام من البدايات في ثمانينيات القرن الماضي، وصبره على الاعتقال سنوات طويلة، يحظى السنوار بشعبية كبيرة وسط “حماس”، واعتبرت مواقفه مؤثرة خلال العدوان على غزة عام 2014.
في المقابل، يعد السنوار من أشد قيادات المقاومة التي تبغضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تصفه بـ “العنيد”. فبحسب صحيفة هآرتز الإسرائيلية، تصفه تل أبيب بأنه “رئيس جناح الصقور” في حماس بغزة، وزعمت أنه “شخص متطرف قياسا مع منظمته، وهو يتحدث بمفاهيم نهاية العالم والحرب الأبدية ضد إسرائيل”، على حد تعبيرها.
كما ذكرت أنه “وزملاءه يريدون الحصول على تنازلات كبيرة نسبيا من إسرائيل”، خلال أي صفقة قادمة لتبادل الأسرى.
ولذلك، لم تكن تل أبيب سعيدة عندما اختارته حماس في 2015 مسؤولا عن ملف الأسرى من الجنود الإسرائيليين لديها، وهي من دون شك غير سعيدة بانتخابه قائدا لحماس في غزة.
وكان السنوار قد أمر -عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014- بإجراء تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.
وأدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015 اسم السنوار على لائحتها السوداء “للإرهابيين الدوليين”، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.
ويوم 13 فبراير/شباط 2017، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له.
وجاء اختيار السنوار رئيسا لحماس في غزة بانتخابات داخلية للحركة أجريت على مستوى مناطق القطاع المختلفة. وتستكمل حماس انتخاباتها الداخلية في الضفة الغربية وخارج فلسطين قبل انتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف مارس/آذار 2017.
وتعهد الاحتلال الإسرائيلي يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالعثور على زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار وقتله. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالنت إن إسرائيل تعتزم “تفكيك كتائب حماس واحدة تلو الأخرى”، وأضاف “سنجد يحيى السنوار ونقضي عليه. وإذا قام سكان غزة بذلك قبلنا، فإن ذلك سيختصر زمن الحرب”.
وأعلن الاحتلال شنّ عملية “السيوف الحديدية” على قطاع غزة ردا على معركة “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأدت الغارات الإسرائيلية خلال أقل من شهر إلى استشهاد أكثر من 9 آلاف فلسطيني، 70% منهم أطفال ونساء.