Site icon Sawt Asharq

لوحة عن ألف طلقة.. فناناً يشاركون في “يوم المقاومة” بغزة

123123go

غزة- “المقاومة ليست دائما بالسلاح والنار، الفنان يقاوم بريشته وألوانه، والكاتب يقاوم بالورقة والقلم”، كلمات قالها الفنان الشاب مهند السايس وهو واقف يتأمل لوحة فنية في المعرض الفني الدولي “يوم المقاومة العالمي للفنون التشكيلية”، احتضنته مدينة غزة، بتنظيم “مؤسسة رواسي فلسطين للثقافة والفنون والإعلام”.

وشارك في المعرض 50 فنانا وفنانة من 10 دول عربية وإسلامية وأجنبية، بلوحات فنية تناولت جوانب مختلفة من الحياة الفلسطينية ومسيرة النضال الوطني، وكان لافتا التركيز على قضايا تتعلق بالقدس المحتلة، وحق العودة، وتحرير الأسرى، ودعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

للمقاومة أكثر من وجه

ويقول السايس (21 عاما) -للجزيرة نت- وقد طال به الوقوف أمام لوحات للفنانين الأردنيَين رائد القطناني ومحمد القدومي، إن “الفنون لغة عالمية وتترك أثرا عميقا في القناعات والأفكار”، وأشار بيده إلى هذه اللوحات، واسترسل “بمثل هذه الأعمال يمكننا أن نحدث تغييرا في الرأي العام العالمي، ونرفع من مستوى الدعم لحقوقنا وقضيتنا العادلة”.

وطغت على أعمال الفنانيْن القطناني والقدومي الربط بين المرأة والمسجد الأقصى المبارك، وهو ما يفسره السايس بأنه تصوير للشعب الفلسطيني في تمسكه بحقوقه وقتاله من أجل مقدساته وحمايتها، بالأم التي تحتضن طفلها ومستعدة للقتال والتضحية بنفسها من أجله.

يحرص السايس، وهو طالب جامعي يدرس التربية الفنية، على حضور مثل هذه المعارض من أجل اكتساب المعارف، والتعرف على ثقافات فنية مختلفة، والاقتراب من طريقة تفكير الفنانين العرب والأجانب وكيف ينظرون لفلسطين؟ وكيف يعالجون قضاياها المختلفة؟

وقال السايس، وهو يشير إلى لوحة للفنان اللبناني أحمد عبد الله أظهرت عجوزا فلسطينيا يرتدي الكوفية والزي التقليدي ويمسك بيد حفيده وهما يطلان على قبة الصخرة المشرفة، إنها رسالة واضحة أن الفلسطينيين يتوارثون “راية النضال” جيلا بعد جيل، والنصر سيكون حليفهم في نهاية المطاف، وهو ما عبرت عنه أيضا الفنانة الروسية فيرا فيليبوفا في لوحة لفارس فلسطيني مثلم بالكوفية ويمتطي جوادا وهو يدخل بوابات القدس ملوحا بالعلم الفلسطيني.

كرنفال المقاومة

وفي كلمة عبر الفيديو، بارك الفنان التشكيلي العراقي نعمة الزاير ما وصفه بـ”كرنفال المقاومة”، وعبّر عن دعمه والفنانين المشاركين في المعرض لمقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

وقال الزاير، مخاطبا حشدا من الفنانين وقادة قوى فلسطينية في افتتاح المعرض، “سيأتي اليوم الذي نكون فيه بينكم نعرض لوحاتنا في باحات المسجد الأقصى، ويكون الاحتلال قد انتهى.. النصر حليفكم، وما النصر إلا من عند الله”.

وأضاف “لستم وحدكم، قلوبنا معكم دائما، والقضية الفلسطينية هي قضية العرب والشرفاء في أنحاء المعمورة”.

وعلى هامش المعرض، رأى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود الزهار في مشاركة هذا العدد الكبير من الفنانين العرب والمسلمين والأجانب رسالة دعم وإسناد للمقاومة الفلسطينية.

وأكد الزهار أهمية الرسم والفنون في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني والتعبير عن قضاياه وحقوقه، وقال “إن كل لوحة في المعرض تستحق الكتابة عنها بمقالات طويلة مكتوبة لشرح معانيها وقوة تأثيرها”.

ألوان بقوة السلاح

وقال المدير التنفيذي لـ”رواسي” محمد الحسني -للجزيرة نت- إن اختيار المقاومة شعارا لمعرض فني يوحي بأهمية الفنون بوصفها جبهة نضالية تدعّم الحقوق الفلسطينية إلى جانب المقاومة بأشكالها كافة.

وجسدت الأعمال الفنية -بحسب الحسني- معاناة الشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة تحت نير الاحتلال، وقال “هي محاولة لترسيخ حضور الفنون التشكيلية في مشروع المقاومة كأداة مهمة ملتزمة بقضايا الأمة وعلى رأس أولوياتها فلسطين”.

وينظر الحسني إلى مشاركة “نخبة من فناني العالم” بلوحاتهم في معرض فني بغزة، أنها تدلل على حضور القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، والأحرار في كل مكان.

وإلى جانب فنانين محليين من فلسطين، شارك في المعرض -الذي استمر ليومين وسط حضور لافت- فنانون وفنانات من لبنان وسوريا والأردن والعراق وتونس واليمن والجزائر وإيران وروسيا.

Exit mobile version