خليل الحية سياسي فلسطيني، قيادي وعضو بالمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية، ولد عام 1960، حصل على درجة الدكتوراه في السنة وعلوم الحديث.
خليل الحية
انخرط في الحركة الإسلامية على يدي مؤسس حركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين، وخاض غمار العمل الشعبي والمقاومة والعمل السياسي.
قاد وفد حركة حماس في فبراير/شباط 2024 إلى مصر لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ولد خليل إسماعيل الحية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1960 بمدينة غزة في فلسطين لأسرة مقاومة محافظة، وتجرع آلام نكسة 1967، وترسخت صور المعاناة في ذهنه وهو طفل صغير، حيث شاهد اقتحام جيش الاحتلال بيت العائلة واعتقال أفراد منها، من بينهم عمه.
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة حطين بغزة، والمرحلة الإعدادية في مدرسة هاشم بن عبد مناف، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة يافا، ونال درجة البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1983.
حصل على ابتعاث إلى الجامعة الأردنية وواصل فيها دراسته، حيث نال درجة الماجستير في السنة وعلوم الحديث سنة 1986، وبعد عقد من الزمن ونيف حصل على درجة الدكتوراه في التخصص نفسه (السنة وعلوم الحديث) من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان عام 1997.
بعد تخرجه في الجامعة الإسلامية بغزة عاد إليها معيدا في كلية أصول الدين سنة 1984، وعُيّن بعد إكمال دراساته العليا مساعدا لعميد شؤون الطلبة، ثم عميدا لشؤون الطلبة بالجامعة نفسها سنة 2001.
أهَّله تحصيله العلمي لنيل عضوية رابطة علماء فلسطين، وانتخب عام 2006 عضوا بالمجلس التشريعي الفلسطيني عن غزة في قائمة “التغيير والإصلاح” لحركة حماس، وتولى رئاسة كتلتها بالمجلس.
تولى مسؤوليات متعددة داخل الحركة، منها عضوية مكتبها السياسي، ونائب رئيس الحركة بغزة، ورئيس مكتب الحركة للعلاقات العربية والإسلامية.
بدا عليه سمت التدين وهو ابن 15 سنة، ونقله لقاؤه بالشيخ أحمد ياسين في مارس/آذار 1980 ومجالسته المطولة من مجرد التدين الفردي إلى الانخراط في عمل جماعي منظم، إذ عمل في أيام الجامعة مع طلبة الكتلة الإسلامية.
اعتقل مرتين، الأولى سنة 1980 لمدة شهر ونصف، والأخرى سنة 1982 لمدة أسبوع تعرض فيها لتعذيب شديد كاد أن يهلك فيه.
انضم في مطلع 1983 للحركة الإسلامية (المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين) ضمن مجموعة من الشباب، من بينهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهما.
انخرط في العمل الشعبي والنقابي والدعوي، وكان إماما وخطيبا وداعية في المساجد، كما انخرط في العمل التنظيمي وساهم في التنظيم الأمني لقطاع غزة لصيانة المجتمع من الاختراقات الصهيونية في الفترة بين 1984 و1986.
كما شارك في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987، وكان ضمن المجموعة التي أسست لاحقا حركة حماس التي بنت مشروعها على تحرير الأرض وعودة الإنسان والإيمان بالعمل الوطني المشترك.
وخلال الانتفاضة الأولى اعتقل للمرة الثالثة سنة 1991 لمدة 3 سنوات بعد نشاطه في الجامعة وتحمّله مسؤوليات تنظيمية بغزة، منها نيابة رئيس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية 1986 ونائب رئيس الحركة الإسلامية في قطاع غزة.
نشط في العمل النقابي بعد التحاقه للعمل بالجامعة الإسلامية في غزة، وتولى مسؤولية نائب رئيس نقابة العاملين في الجامعة المذكورة عام 1998، ثم رئيسا للنقابة ذاتها سنة 2001.
انتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس، وخاض غمار الانتخابات التشريعية الفلسطينية سنة 2006 ضمن قائمة “التغيير والإصلاح” عن غزة، ونجح في نيل عضوية المجلس التشريعي، وزكته الحركة رئيسا لكتلتها بالمجلس.
نجا سنة 2007 من محاولة اغتيال بعد غارة لطيران الاحتلال الإسرائيلي استهدفت ديوان عائلته واستشهد فيها 7 أفراد، اثنان من إخوته و4 من أبناء إخوته وواحد من أبناء عمومته.
واستشهد ابنه حمزة (عضو في كتائب القسام) في 28 فبراير/شباط 2008 بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية.
واصل الاحتلال ملاحقته وحاول اغتياله من جديد يوم 20 يوليو/تموز 2014، لكنه نجا مرة أخرى حين استهدف منزل ابنه البكر أسامة بحي الشجاعية شرقي غزة، وأسفر الاستهداف عن استشهاد أسامة وزوجته و3 من أبنائه، فيما نجت زوجة الحية واثنان من أبناء أسامة لأنهم كانوا خارج البيت.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن طيران الاحتلال شن غارة جوية يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على منزل خليل الحية بحي التفاح.
حضر بقوة ضمن وفد حركة حماس في المفاوضات بالقاهرة بعد الحرب على غزة عامي 2012 و2014، إذ كان يومها رئيس المكتب الإعلامي للحركة، وتعززت مكانته داخل الحركة وبات رئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية.
قاد وفد حماس مع وفود الفصائل الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 2022 إلى دمشق للقاء بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو اللقاء الذي قال عنه الحية في مؤتمر صحفي حينها “لقاء تاريخي وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك”.
أدى دورا كبيرا في المعركة السياسية والإعلامية التي انطلقت ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأدار المفاوضات بشأن ملف الأسرى.
خرج في عدد من الحوارات والتصريحات لوسائل الإعلام العربية والدولية يدافع عن المقاومة وأهل غزة ويشرح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويشرح مواقف حركة حماس بخصوص المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى، والسعي لوقف عدوان جيش الاحتلال.
ترأس يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وفد “حماس” إلى لبنان للقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد الإعلان عن اتفاق لتبادل الأسرى بين الحركة والاحتلال الإسرائيلي.
أكد في بداية ديسمبر/كانون الأول 2023 أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى الدفع بجزء من الشعب الفلسطيني نحو مصر في المرحلة المقبلة، وأن الاحتلال يعد العدة لاستئناف جرائمه ضد غزة، وكشف عددا من المخططات الإسرائيلية في هذا الشأن.
وقال يوم 17 من الشهر نفسه “من يفكر في ما بعد حماس فهو يفكر في وهم”، مضيفا “طوفان الأقصى جاء ردا على الاستهتار بالشعب الفلسطيني وإدارة الظهر لحقوقه”.
في الثاني من يناير/كانون الثاني 2024 أعلنت القناة الـ12 الإسرائيلية اغتياله في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مبنى يضم مكتبا لحماس بضاحية بيروت استشهد فيه صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس واثنان من قادة كتائب القسام، لكن الحركة أكدت حينها أن خليل الحية بخير، وهو خارج لبنان.
قاد وفد الحركة يوم 8 فبراير/شباط 2024 إلى القاهرة لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
يتحدث الحية بنبرة يقينية عن قرب نهاية الاحتلال الإسرائيلي، ويقول في حوار صحفي أجري معه قبل عملية “طوفان الأقصى” بنحو 6 أشهر “نعيش مرحلة واعدة، مرحلة إحياء القضية الفلسطينية من جديد في المشهد الإقليمي والدولي بعدما أريد لها أن تنسى”.
ويضيف “اقترب وقت حسم الصراع مع الاحتلال، وبوادر ضعف الكيان الصهيوني تتكشف يوما عن يوم (…)، السوسة تنخره من الداخل”.
ويؤكد أنه لا يربط ذلك فقط بالواقع الداخلي للاحتلال الإسرائيلي، بل “بإيمان الشعب الفلسطيني بكل فصائله وتياراته بعدالة قضيته، وخيار التحرير بعد غياب أي أفق لتسوية سياسية عادلة خاصة مع حكومة يمينية متطرفة، وامتلاك المقاومة القدرة على لجم الاحتلال ومفاجأته وتعرية حقيقته الوحشية أمام العالم”.
يؤمن بقوة بأنه لا يوجد في إسرائيل من يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في كيان ودولة مستقلة بكل معاني الاستقلال، ويؤمن بالقوة نفسها بأن الشعب الفلسطيني بكل فصائله مصر على المضي في طريق التحرير ورحيل الاحتلال وعودة المستوطنين من حيث جاؤوا.