أعلنت حركة “حماس” عدم جدية إسرائيل في المفاوضات، وطرح البعض تساؤلات بشأن مصير صفقة تبادل الأسرى، وهل بات الباب مغلقًا، أم لا يزال هناك أمل في عقدها قريبًا.وقال نائب رئيس حركة “حماس” في الضفة الغربية، زاهر جبارين، في مقابلة مع قناة “الميادين”، إن “الاحتلال لم يكن جادًا في أي مرحلة في عقد صفقة تبادل الأسرى”.وفي مطلع الشهر الجاري، هدد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إسرائيل “باختطاف المزيد من الجنود في حال لم تبرم صفقة لتبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني يكون بينهم أسرى سجن جلبوع الستة”.
وقال جبارين إن “الوسطاء الذين شاركوا في المحادثات أكدوا عدم جدية إسرائيل في عقد الصفقة”، مؤكدًا أن “المقاومة قدمت إطارًا واضحًا للوسطاء بشأن تبادل الأسرى”.وأضاف جبارين أن “المعايير التي تطالب بها حركة حماس تشمل عدداً من الأبطال، بينهم أسرى من عملية سجن جلبوع”.وعبر عن “أمله في التمكن من إنجاز صفقة تبادل مشرفة، وأن المقاومة ستعمل على تحريرهم لأنه واجب وعهد”.تعطيل إسرائيليواعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، أن “محاولات إحياء صفقة الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل لا تزال مستمرة من قبل الوسطاء الدوليين”.
وتابع المحلل الفلسطيني بالقول: “الاحتلال هو من يعطل تحقيق صفقة تبادل الأسرى، وغالبية الوسطاء السويسريين والأتراك والقطريين والمصريين والألمان يقولون ذلك، ويؤكدن على ما قاله مسؤول ملف الأسر في حركة حماس زاهر جبارين، في هذا السياق”.حرب إعلاميةفي السياق ذاته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصباح أبوكرش، أن “أجواء المفاوضات الحالية حول صفقة تبادل جديدة للأسرى بين إسرائيل وحماس هي الأفضل بالمقارنة مع مفاوضات المراحل السابقة المرتبطة بهذه الصفقة”.
وأكد أن “الإعلام في هذه المرحلة يعتبر من أهم الوسائل التي تستخدمها حركة حماس لمواجهة بعض أشكال تهرب الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ شروطها المرتبطة ببعض تفاصيل هذه الصفقة”.
وتابع: “وهذا ما يفسر لنا خروج حماس مؤخراً للإعلام والحديث ضمنياً عن تلكؤ إسرائيلي جديد، وهو الأمر الذي يعرض حكومة بينيت، مجدداً لاننقادات الشارع الإسرائيلي وضغوطات ذوي أسراهم على هذه الحكومة من أجل إتمام هذه الصفقة”.ويرى أبوكرش أن “مفاوضات صفقة التبادل لم تفشل، لكنها ما زالت تواجه عقبة العقلية الإسرائيلية المكابرة والمراوغة والتي يستفزها كثيرا صلابة موقف المفاوض الفلسطيني وتحديه، وهنا يبرز دور الوسيط المصري الذي يقوم بعمل مكثف في هذه الأيام من أجل التقدم بهذه الصفقة إلى الأمام”.وتحتجز حركة حماس في قطاع غزة الجندي أورون شاؤول والضابط هدار غولدين، منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في صيف عام 2014، إلى جانب المواطنين الإسرائيليين إفرا منغيستو وهشام السيد، اللذين تسللا عبر السياج الفاصل إلى داخل قطاع غزة، وقامت حركة حماس باحتجازهما. وتتكتم حماس على مصير المُحتجزين لديها، وترفض الإفصاح عن ذلك إلا بـ “مقابل”.وتشترط “حماس” الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الإسرائيليين الأربعة، فيما تربط تل أبيب إطلاق سراح مواطنيها بالسماح بإعادة إعمار القطاع المتضرر بشدة بعد الحرب الأخيرة في مايو/آيار الماضي.يشار إلى أن إسرائيل تتمسك بربط صفقة الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بإعادة الإعمار في القطاع، وكذلك، وتتحفظ إسرائيل على مطالب حركة حماس.وتسعى القاهرة إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل إلى تهدئة طويلة الأمد تضمن الأمن والاستقرار، وتفسح المجال نحو إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة على القطاع.وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، فجر 21 مايو/أيار الماضي، بعد هجمات إسرائيلية على القطاع استمرت 11 يوما، أسفرت عن مقتل 255 فلسطينيا، بينهم 66 طفلا، و39 سيدة، و17 مُسنّا، فيما أدى إلى إصابة أكثر من 1948 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت بأنها شديدة الخطورة.