يرى السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط أن أي اعتراف محتمل من بريطانيا بدولة فلسطين ليس بمحض إحسان، بل يعتبره “حقاً مُنتظراً” مؤكداً أن ذلك يجب أن يأتي استنادا إلى “المسؤولية التاريخية والأخلاقية والسياسية والقانونية”.
حسام زملط
ووصف زملط -في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية- تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الأخيرة حول إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. بأنها “مهمة” مشيرا إلى أنها تمثل أول تصريحات من وزير بريطاني تؤكد أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس نتيجة لعملية التفاوض، بل قد يكون نقطة انطلاق لها.
وشدد السفير الفلسطيني على أهمية التحركات الفعلية، معتبرا أن الاعتراف حق فلسطيني لا إحسان، واعتبر الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية وقانونية، مشيرا إلى وعد وزير الخارجية البريطاني السابق آرثر جيمس بلفور بإقامة وطن لليهود في فلسطين دون استشارة الفلسطينيين هو ما ساهم في إقامة دولة إسرائيل.
وأضاف أن تصحيح هذا “الظلم التاريخي” يجب أن يكون تطبيقيا وليس مجرد حديث.
ففي عام 1917، بعث بلفور رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، وهو أحد زعماء الحركة الصهيونية، وفيها وعدهم بإقامة وطن لليهود في فلسطين. ويعد هذا الوعد عاملا رئيسيا في إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة عام 1948.
وفي تعليقه على اللحظة التي ستصحح خلالها بريطانيا ما وقع من “ظلم تاريخي” أشار زملط إلى أن الأمر يتطلب العمل الفعلي، ليس مجرد الحديث عنه.
وعلى الرغم من دعم بريطانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل كحل للصراع في المنطقة، فإنها أكدت أن الاستقلال الفلسطيني يجب أن يأتي من خلال تسوية تفاوضية.
إسرائيل ترفض إقامة دولة فلسطينية
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزراء حكومته رفضهم لإقامة دولة فلسطينية في أي سيناريو ما بعد الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 4 أشهر.
وأوضح زملط أن معارضة إسرائيل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة تعكس أولويات نتنياهو الشخصية على حساب مصالح المنطقة والعالم، في الوقت الذي يبذل شركاء إقليميون مثل قطر ومصر وغيرهم جهودا كبيرة لتحقيق وقف فوري ودائم وشامل لإطلاق النار في غزة.
وأكد السفير الفلسطيني بلندن ضرورة أن تمارس القوى الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضغوطا كاملة على نتنياهو بشكل خاص.
وحذر من محاولة نتنياهو جر الدول إلى مساراته غير الأخلاقية من الحروب والأعمال الانتقامية والعنف الجماعي الذي أسفر عن دمار كبير وفقدان للأرواح بين الأطفال والنساء والمدنيين في غزة.
وختم زملط حديثه بالقول “لذا، القضية تكمن في نتنياهو وإسرائيل، ونحن بحاجة ماسة إلى مزيد من الضغط لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار”.