واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكابه المجازر في غزة ، فجر اليوم الأحد، وأفاد مراسل الجزيرة بأن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في حي بشارة في مدينة دير البلح وسط القطاع، أدت إلى استشهاد 12 فلسطينيا وجرح آخرين. ولا يزال العديد من الإصابات تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى.
المجازر في غزة
وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف لطائرات الاحتلال استهدف عمارة الماسة قرب مفترق اللبابيدي. وأضاف مراسل الجزيرة أن طواقم الدفاع المدني تواصل البحث عن شهداء ومصابين تحت أنقاض منزل عائلة حمودة في شارع الجلاء بمدينة غزة.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 10، في قصف إسرائيلي على منزل عائلة مْطِير في المخيم الجديد بالنصيرات وسط القطاع. وقد أدى القصف إلى تدمير المنزل بالكامل.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس السبت أن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة 7 مجازر في القطاع أوقعت 63 شهيدا و112 مصابا، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 31 ألفا و553 شهيدا، والجرحى إلى 73 ألفا و546.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن المتحدثِ باسم الطوارئ في الدفاع المدني بغزة محمود بصل أن التقديرات تشير إلى أن هناك 8 آلاف جثة لا تزال تحت الأنقاض في القطاع.
وأضاف أن فرق الدفاع المدني نادرا ما تجد جثثا كاملة، بل بقايا جثث معظمها متحللة ولا يمكن التعرف عليها. وأشار إلى أن أجهزة الدفاع المدني تتلقى مناشدات من الأسر للبحث عن مفقودين في كل مرة يدخل فيها الجيش الإسرائيلي منطقة في غزة.
في غضون ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية -أمس السبت- إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجوم على رفح جنوبي قطاع غزة، في أعقاب إقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خططا لشن عملية عسكرية هناك، رغم التحذيرات الأممية من عواقب كارثية للاجتياح المحتمل.
وكتب مدير منظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس -في تغريدة عبر موقع إكس- “أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن خطة إسرائيلية لشن هجوم بري على رفح”، واصفا ذلك بأنه “تصعيد جديد للعنف في هذه المنطقة المكتظة سيؤدي إلى مزيد من القتلى والمعاناة”.
وأضاف غيبريسوس “باسم الإنسانية، ندعو إسرائيل إلى عدم المضي قدما في خطتها والسعي لإحلال السلام”، معتبرا أن عملية الإجلاء التي يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي القيام بها قبل الهجوم “ليست حلا ممكنا”.
وأوضح مدير منظمة الصحة أن “سكان رفح البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه، ولا مرافق صحية تعمل بكامل طاقتها وآمنة يمكنهم الوصول إليها في أي مكان آخر في غزة”، لافتا إلى أن “كثيرا من الأشخاص ضعفاء جسديا وجائعون ومرضى لدرجة أنهم لا يستطيعون النزوح مرة أخرى”.
وأول أمس الجمعة، قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن نتنياهو أقر خططا لشن عملية عسكرية في رفح، في حين حذرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة من عواقب كارثية للاجتياح المحتمل.
وأضاف ديوان رئاسة الوزراء، في بيان، أن “الجيش الإسرائيلي جاهز للجانب العملياتي ولإجلاء السكان”، من دون تقديم تفاصيل عن هذه العملية التي تلوّح بها تل أبيب منذ أسابيع.
وقد نقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يدرس الرد على حكومة بنيامين نتنياهو، إذا تحدّت تحذيرات الرئيس جو بايدن بشأن غزو رفح دون خطة موثوقة لحماية المدنيين الفلسطينيين.
ووفقا للشبكة، فقد نصح مسؤولون أميركيون إسرائيل بتجنب عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، والقيام بدلا من ذلك بمهام أصغر وأكثر استهدافا “للإرهاب”، وفق تعبيرها.
كما نقلت الشبكة عن عضو لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ كريس فان هولن قوله إنه يتعين على إدارة بايدن استخدام أدواتها المتاحة للضغط على نتنياهو كي يأخذ بتحذيراتها، في إشارة إلى تجميد المبيعات العسكرية لإسرائيل.