09090990

بات استهداف شجرة الزيتون واحدًا من أبرز أولويات سلطات الاحتلال والمجالس اللوائية للمستوطنات في الضفة الغربية، بعد أن أضحى وجود هذه الشجرة معيقًا لتوسّع الاستيطان وتمدده.

على نحو شبه يومي يستيقظ أصحاب الأراضي على مجزرة بحق أشجار الزيتون، إما بالحرق أو القلع أو التكسير أو حتى سرقتها ونقلها من مكانها إلى داخل المستوطنات أو الداخل الفلسطيني.

مناطق عديدة أصبحت في عين الاستهداف كما هو الحال في خلة حسان بين قلقيلية وبديا في محافظة سلفيت، ومنطقة الراس القريبة من دير بلوط أيضًا في محافظة سلفيت، وفي المناطق القريبة من المستوطنات في محافظة قلقيلية وفي بيت دجن شرق نابلس.

ويعيد الفلسطينيون زراعة الأشتال مجددًا بعد تكرار حوادث اغتيال هذه الشجرة من قبل المستوطنين.

عزمي شقير، مسؤول العلاقات العامة في بلدية الزاوية يقول إنّ شجرة الزيتون الرمز الذي يحافظ على الأرض، فهي أيقونة النّضال في المعركة اليومية بين أصحاب الأرض والمستوطنين. وقد توارث أصحاب الأرض شجرة الزيتون والدّفاع عنها، فوالدتي المسنّة جزيلة شقير تتجاوز كل العقبات للوصول إلى أرضنا خلف الجدار، وإذا تم إغلاق البوابة تقتحم السياج الأمني من إحدى ثغراته ولا تخاف دوريات الاحتلال.

ويضيف شقير أنّ العناية بشجرة الزيتون خلف الجدار أكبر خطوة نضالية على الأرض فهي تحميها من المصادرة وتوسيع المستوطنات القائمة، وعندما يرى المستوطنون المزارعين في أرضهم ينزعجون، فالسياج الأمني والبوابات والحواجز لم تمنع أصحاب الأرض من العناية بشجرة الزيتون التي تجاور المستوطنات والطرق الالتفافية.

الخبير النباتي بنان الشيخ يشير إلى أنه وخلال جولاته لتوثيق أنواع الأعشاب والنباتات لاحظ أن الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون هي مناطق يصعب على الاحتلال والمستوطنين إقامة مستوطنات فيها أو التوسّع على حسابها، فهي تشكّل حصنًا حصينًا للأرض، لذا فإن الهجمة أصبحت مباشرة على شجرة الزيتون، ومنع زراعتها في مناطق جديدة، وشاهدت مجازر بحق شجرة الزيتون وصلت أعدادها بالمئات مع تهديد أصحابها بالقتل، إذا عادوا وقاموا بزراعة أشتال جديدة.

وأضاف أن عملية زراعة أشجار الزيتون والعناية بها باتت مهمة خطيرة على المزارعين بعد التهديد المباشر لهم، كما أن الإدارة المدنية وسلطة الطبيعة الإسرائيلية تساند المستوطنين في هذه الحرب على شجرة الزيتون، إضافة إلى الرعي الجائر لمواشي المستوطنين التي تترك سائبة في أراضي المزارعين، ومن يقترب منها يتعرّض للعقاب من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين.

وتقوم وزارة الزراعة في كافة المحافظات بتوفير أشتال الزيتون للمناطق المهددة. ويقول المهندس أحمد عيد مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية إن توفير أشتال الزيتون للمزارعين من أولوياتنا كون زراعة الأراضي بأشتال الزيتون يحميها من المصادرة والتوسّع الاستيطاني فالأرض الفارغة تعتبر وصفة جيّدة لمصادرة الأرض وضياعها، فشجرة الزيتون تشكل نظام حماية ندعم المزارع من خلاله في كل المناطق.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *