لواء في الجيش الإسرائيلي، ولد عام 1967 في حيفا، والتحق بكتيبة المظليين عام 1985 ليتدرج في المناصب والرتب حتى أصبح رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” عام 2021.
أهارون هاليفا
في الساعة الثالثة من فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تلقى اتصالا من مساعده بشأن تطورات “غير مطمئنة” تحدث على حدود قطاع غزة، لكنه لم يبد اهتماما بالأمر، كما لم يكن متاحا عبر الهاتف للمشاركة في مشاورات أمنية عالية المستوى بهذا الخصوص بعيد اتصال مساعده.
وفي 22 أبريل/نيسان 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي استقالة هاليفا، وهو أول ضابط رفيع يستقيل رسميا من منصبه على إثر الإخفاق في توقع عملية طوفان الأقصى والتصدي لها.
ولد أهارون هاليفا في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1967 بمدينة حيفا لأبوين من يهود المغرب، وعاش طفولته في مسقط رأسه.
درس هاليفا مراحله التعليمية الأولى في حيفا، وحصل على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة بار إيلان ودرجة الماجستير في الاختصاص ذاته من جامعة حيفا.
في عام 1985 التحق بالجيش الإسرائيلي وخدم ضابط صف في الكتيبة 202 للمظليين، وابتداء من عام 1988 أصبح ضابط مشاة، وفي العام ذاته شارك في عملية ميدون بجنوب لبنان، كما شارك في عدة مواجهات مع المقاومة اللبنانية في النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين.
تدرج هاليفا في المسؤوليات داخل الكتيبة 202 فأصبح قائدا لسرية الإسناد، كما ترقى ليصبح نائبا لقائد الكتيبة ثم قائدا لقاعدة تدريب المظليين، وبعد تسريحه لنحو نصف عام عاد مجددا إلى الجيش ورقي إلى رتبة مقدم.
وما بين عامي 1999 و2000 تولي قيادة كتيبة “فايبر” في لواء المظليين، ثم شغل منصب قائد قاعدة تدريب لواء المظليين من 2001 إلى 2003، ثم أصبح قائدا للواء المظليين الاحتياط من 2003 إلى 2005.
وفي 2005 تولى قيادة لواء “أفرايم” الإقليمي حتى 2007، حيث أصبح قائدا لمدرسة تدريب ضباط الجيش الإسرائيلي، ثم قائدا للواء المظليين ابتداء من 2009، وتولى قيادة الفرقة المحمولة جوا ابتداء من 2011 حتى 2013.
وابتداء من 2014 أصبح هاليفا رئيسا لقسم العمليات في مديرية العمليات، ورئيسا لمديرية التكنولوجيا والخدمات اللوجستية ما بين عامي 2016 و2018، ثم رئيسا لمديرية العمليات حتى 2021، وهو تاريخ توليه منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، الذي ظل يشغله حتى تاريخ استقالته اعترافا بالفشل في توقع هجوم السابع من كتوبر/تشرين الأول 2023، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
يوصف اللواء هاليفا بأنه عسكري ذو توجه علماني، أثارت بعض قراراته الرافضة لإقامة الطقوس الدينية احتجاج مئات الجنود أواخر 2017، ولجؤوا إلى رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت.
فقد منع هاليفا، وهو حينها رئيس مديرية التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، عقد دروس التوراة خارج معسكر أرييل شارون، مما أثار ردود فعل واسعة داخل إسرائيل.
وعقب هذه الحادثة وقعت آلاف الأمهات عريضة تطالب آيزنكوت بالسماح للضابط وجندي الاحتياط الحاخام بيرتس آينهورن باستئناف تقديم دروس التوراة للجنود في مركز التدريب كل يوم أحد.
تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن هاليفا -الذي كان يقضي إجازته في إيلات- أطلعه مساعده في حدود الساعة الثالثة فجر يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على تطورات غير مطمئنة تحدث على حدود غزة وتنذر بهجوم وشيك، إلا أنه لم يبد اهتماما بالأمر.
كما أنه لم يشارك في المشاورات الأمنية عالية المستوى بهذا الخصوص، التي جمعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقائد شعبة العمليات وقائد المنطقة الجنوبية، حيث لم يكن حينها متاحا عبر الهاتف رغم أن المشاورات أجريت بعيد الاتصال المذكور بقليل.
وتعليقا على هذا الفشل نُقل عن هاليفا قوله إنه لو كان موجودا حينها على رأس عمله سيخلص إلى أن ما يجري مجرد تدريبات لمقاتلي حركة حماس، وأن تقديراته تلك لن تغير نتيجة هذه المشاورات.
وإضافة لذلك فقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023 أن هاليفا كان قد كلف قبل 3 أشهر من هجوم 7 أكتوبر بتكثيف جمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وذلك عقب اجتماع كان من نتائجه توصية القادة في الميدان باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وفي رسالة إلى جنوده بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول قال هاليفا “لقد فشلنا في أهم مهمة لنا، وبصفتي رئيسا لمديرية المخابرات الإسرائيلية أتحمل المسؤولية الكاملة عن الفشل”.
في 22 أبريل/نيسان 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا قبول استقالة هاليفا، بسبب مسؤوليته عن فشل شعبة الاستخبارات العسكرية في اكتشاف مخطط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتنفيذ هجوم واسع على إسرائيل.
لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيانه إن رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي أشاد بأداء هاليفا طيلة 38 عاما من الخدمة، وأوضح أنه تقدم بطلب الاستقالة بالتنسيق مع رئيس الهيئة وستكون سارية المفعول بعد أن يعين خلفا له ليحال إلى التقاعد “في عملية منظمة ومهنية”.
وجاء في نص استقالة هاليفا “إن شعبة الاستخبارات لم تقم بالمهمة التي اؤتمنت عليها”، ودعا إلى “تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الأحداث التي قادت إسرائيل إلى ما جرى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.