اعتقل عام 1982.. المقدسي وليد بركات حر بعد سقوط النظام السوري

بعد 4 عقود ونيف من تغييبه خلف قضبان سجون النظام السوري تحرر المقدسي وليد بركات الذي ينحدر من قرية النبي صموئيل شمال غربي القدس، وأطل على أهله في المملكة الأردنية الهاشمية كهلا بعدما دخل السجون السورية شابا بعمر 26 عاما.

المقدسي وليد بركات

وينشغل وليد حاليا في ترتيب وضعه القانوني واستصدار أوراق رسمية جديدة كونه خرج من السجن دون أن يحمل معه أي وثيقة تثبت هويته.لم تتمكن الجزيرة نت من الحديث مع بركات، لكنه قال في حديثه لشبكة العاصمة الإخبارية من الأردن إن أمنيته كانت أن يتم الإفراج عنه معززا مكرما دون منّة من أحد، موضحا “طلعنا معززين مكرمين، كانوا لما بدهم يطلعوا واحد يذلوه قبل ما يطلعوه، ذليناهم وطلعنا”.

وأضاف أن الحياة كتبت له مرات عدة في السجن بعد أن كان قريبا من الموت، وأنه عرف حكمه المؤبد بعد 30 سنة من سجنه.

من جهته، يقول ابن شقيقته المقيم في الأردن خليل بركات إنه تلقى مساء يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري اتصالا من أمن الحدود يخبره فيه الضابط أن وليد موجود لديهم بعدما وصل إلى الحدود السورية الأردنية بعد تحرره.”أملك منذ سنوات طويلة صورة عن جواز سفر خالي، وتوجهنا إلى الحدود وقام الأمن ببعض الإجراءات، ثم تم تحويل المحرر لإحدى مديريات الأمن واستلمناه في اليوم التالي، تعاملت معنا الأجهزة الأمنية الأردنية بسلاسة، ولا بد من الإشادة بمهنيتها وحسن استقبالها له” أضاف بركات.وأشار خليل بركات إلى أن خاله وصل الحدود منهكا جسديا بعدما أوصلته قوات المعارضة إليها فور إفصاحه عن جنسيته، مضيفا أن “لوليد عائلة كبيرة في الأردن ستحتضنه إلى الأبد بعد سنوات الغياب القسري عنها”.

وأضاف أن وليد مكث 14 عاما في الحبس الانفرادي، وأن العائلة لم تكن تعرف بالضبط أين هو، هل هو معتقل في سوريا أم تركيا أم لبنان حتى أُدرج اسمه عام 1996 ضمن المعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية بإحدى الصحف من خلال جهود بذلتها مؤسسات حقوق الإنسان الدولية.

وقال إن العائلة باتت توصل له أخبارها من خلال بعض السوريين الذين يتواصلون معه هاتفيا فينقلون له أخبارنا وينقلون لنا أخباره.أما ابن شقيقه حاتم بركات -الذي يعيش في الضفة الغربية- فقال إن عمه وليد ولد في 31 ديسمبر/كانون الأول 1956، وتزوج عام 1981 ورزق بطفلة عام 1982، وعام 1982 اعتقل وزُجّ به في السجون السورية وغُيّب خلف قضبان 4 منها، هي تدمر والمزة والعدرا وصيدنايا لمدة 42 عاما.

“تم اعتقاله من قبل القوات السورية في مطار دمشق بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول 1982، وتعرض لعقوبة العزل الانفرادي في سجن تدمر لسنوات طويلة، وفيه ذاق أبشع صنوف التعذيب، قبل أن تفتح قوات المعارضة أبواب السجن وتحرر السجناء وينطلق فورا باتجاه الحدود مع الأردن” أضاف حاتم.

لم يتعرض وليد لأشعة الشمس طوال فترة عزله انفراديا، وتحول داخل السجون إلى رقم يُنادى به كباقي الأسرى، وقال حاتم إن اللقاء اليتيم الذي جمعه مع أحد أفراد أسرته كان عام 2005 عندما سافر والد حاتم وشقيقته إلى سوريا والتقيا به بسجن المزة في دمشق، ولم يتمكن أحد من زيارته لاحقا.

وبعد 42 عاما من اعتقاله سألت الجزيرة نت حاتم عن التهمة التي وجهت إلى عمه والتي كانت كفيلة بسلخه عن العائلة طوال 4 عقود فأجاب أن الاعتقالات كانت عشوائية إبان الحرب على لبنان، ولا يعرف أحد حتى الآن ما الجرم الذي ارتكبه هذا الشخص ليزج به في السجون مدى الحياة.وعن أبرز ما قاله عمه وليد في الساعات الأولى من تحرره، أشار حاتم إلى أنه متفاجئ، وكان فاقدا الأمل من إمكانية التحرر من السجن يوما، خاصة أن كثيرا من المعتقلين الذين كانوا في سنه فارقوا الحياة، فيما كتب الله له أن يشهد يوم تحرره دون “منّة من أحد” يوما ما.

وبصوت خافت يغلب عليه الحزن تحدث هذا الشاب عن عمه قائلا إنه فارقه عندما كان طفلا يبلغ من العمر 12 عاما، واليوم سيلتقي به وهو بعمر الـ56 عاما “فكم تغيرت أنا وكم كبر عمي، دخل السجن في عصر وخرج في عصر مختلف تماما، حتى أن اللهجة التي يتكلم بها سورية”.

وختم حاتم حديثه للجزيرة نت بالقول إن ابنة عمه وليد التي رأت عيناها النور قبل اعتقاله بأشهر كبرت وتزوجت وأنجبت، ولديها الآن أحفاد، وإنها تتحضر الآن للتوجه من الضفة الغربية إلى الأردن للقاء والدها.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *