استضافت قناة الجزيرة، مساء يوم الجمعة ، سمو الأمير علي بن الحسين في برنامج “الجانب الآخر” الذي تقدمه الإعلاميةُ عُلا الفارس.
واستبعد سموه ترشحه مرة أخرى لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتمنى أن يكون كأس العالم الذي ستنظمه قطر نموذجيا لكل العرب.
وتطرّق الأمير الأردني إلى مسيرته الرياضية، خاصة فوزه عام 2011 بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وترشحه عام 2015 لرئاسة الاتحاد، كاشفا عن صعوبة تلك التجربة، مبديا أسفه على عدم تصويت دول عربية له، ووقوف بعض الأشخاص الذين لهم تأثير في الرياضة بقوة ضده، وقال إنه لا يعرف سبب ذلك.
كما تطرق إلى المشروع الأسيوي لتطوير كرة القدم الذي أسسه عام 2012، وإلى تحركاته من أجل السماح للمرأة المسلمة بارتداء الحجاب في الألعاب الرياضية.
وفي سياق موضوع الرياضة، يؤكد علي بن الحسين -ردا على سؤال بشأن تنظيم دولة قطر لكأس العالم 2022- أنه سيكون هناك تعاون كامل بين بلاده وقطر، وستدعم عمان الدوحة وتساعدها.
ومن جهة أخرى، تناول الأمير الأردني مشاريعه وأدواره داخل الأردن، ومنها تأسيسه مركز الأزمات الأردني، الأول من نوعه في المنطقة. ويقول إن فكرته جاءت بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني، وأوضح أن المركز يتعامل مع الأزمات المختلفة، ومن بينها الأزمات الطبيعية والصحية، كما يساعد في مواضيع اقتصادية، وله تعاون مع بلدان أخرى.
وتحدث الأمير علي بن الحسين أيضا عن طفولته وعن وفاة والدته الأميرة علياء حين كان عمره سنتين، ويقول إن جدته لوالدته تكفلت به بعد ذلك، وتابع الحديث عن والده الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال الذي قال إنه كان يسأل أولاده عن آرائهم وأفكارهم وطموحاتهم وهم شبان.
وفاة الوالد
كما أشار إلى مرحلة ما بعد وفاة والده الملك حسين في السابع من فبراير/شباط 1999، حيث كان قد عمل في القوات الخاصة، ثم تولى مهمة قائد مجموعة الأمن لشقيقه الملك عبد الله الثاني، بطلب من الملك عبد الله، ويصف علاقته بشقيقه الملك بأنها على أحسن ما يرام.
وكشف الأمير الأردني عن جوانب أخرى من حياته الخاصة، عن حبه للثقافة الشركسية وإتقانه اللغة الشركسية، وعن زواجه بالأميرة ريم، ابنة الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وتحدثا من داخل بيتهما عن قصة تعارفهما، حين كانت الأميرة مراسلة ميدانية في العاصمة العراقية بغداد لتغطية الحرب، وكان يشاهدها عبر التلفاز.
وتطورت علاقتهما بعد ذلك لتكلّل بزواج أثمر عبد الله وجليلة. وتشتغل الأميرة ريم مع زوجها في الهيئة الملكية للأفلام.
وأكد أنه خدم في القوات الخاصة لفترة وكان قائدها في تلك الفترة الملك عبدالله الثاني، وطلب جلالته منه أن يكون قائد مجموعة الأمن الخاصة بجلالته، مؤكدا أن ثقة جلالته به كأخ لحماية عائلته وحياته مهمة جدا له شخصياً ولثقته بالنفس.
وتحدث على أن نقله من مهمته عام 2008، و”قال إنه وبغض النظر عن الأخوة فهي مهنة والعمل 24 ساعة مع نفس الشخص لمدة 8 سنوات من الصعب الاستمرار وفي ذلك الوقت كان جلالة الملك يرغب بإنشاء المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات وقال له الملك “عليك السير بهذا المجال”، معتبراً أن ما حدث كان تطورا له.
ونفى إبعاده عن المنصب لوجود خلافات مع الملك عبدالله الثاني، مؤكدا أن علاقته مع الملك “من أحسن ما يكون وهو شقيقه الكبير وما زال جندياً وحارسا له”.
وقال الأمير علي بن الحسين إنه لا ينسى الوقت الذي قضاه مع الملك الراحل الحسين بن طلال، وكيفية تعامل جلالته مع الأمراء وسؤاله لهم عن آرائهم بالمواضيع المختلفة، مؤكداً أنه كان يخاف من الراحل الحسين عندما يتحول صوته لهادئ.
وبين الأمير علي أنه يحب العسكرية ولذلك درسها عقب انتهاء دراسته الثانوية، وتعلم منها التفكير الصحيح ومعرفة كيفية التعامل مع الناس.
وأشار سموه إلى أن إيمانه وحبه اللامحدود للشعب الأردني والسلام هو أكثر ما يتذكر الراحل الحسين به، مؤكدا أنه يوميا يشتاق للراحل الحسين، وكان بجانبه في المستشفى عند رحيله.
ولفت إلى أنه كان يمارس المصارعة الرومانية خلال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات، قال إنه يجمع الحكومة والأجهزة الأمنية في الأزمات لا سمح الله لإدارة المشهد، وجاءت فكرة تأسيسه من جلالة الملك عبدالله الثاني بعد أحداث العام 2005.
وأضاف أن التحديات التي واجهته خلال تأسيس المركز تتمثل في بناء المركز وفكره، فهو نموذج أردني بحت ومن يعمل به من مؤسسات الأردن.
وأكد أن أي حدث سواء كان كارثة طبيعية أو بشرية تؤذي أو تسيء للبلد يتم التعامل معها، فالأزمة مفاجئة بدل أن تكون كبيرة يتم تصغيرها والتعامل معها بأفضل طريقة.
وبين أن المركز يتعامل مع الأزمات الطبيعية سواء زلازل أو فيضانات، أو صحية كملف كورونا، أو بشرية كالإرهاب، ويتم البحث بمواضيع اقتصادية قد تؤثر على الأردن.