قالت جماعة الحوثي اليمنية، اليوم السبت، إنها لن تتردد في مهاجمة “أهداف حيوية” في إسرائيل وذلك بعد ساعات قليلة من شن تل أبيب غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، في حين توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمهاجمة من سمّاهم “الأعداء أينما كانوا”.
الحوثيون يتحضرون للرد على الغارة الإسرائيلية
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في مؤتمر صحفي، إنهم يعدون العدة لمعركة طويلة مع إسرائيل، محذرا إسرائيل من أن تل أبيب لم تعد آمنة.
وشنت طائرات إسرائيلية اليوم السبت غارات على مدينة الحديدة غربي اليمن، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى وذلك بعد يوم من هجوم الحوثيين بمسيرة على تل أبيب.
وقال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية التابعة للحوثيين للجزيرة إن إسرائيل شنت هجوما على محافظة الحديدة، وأشار إلى نشوب حريق في الميناء الرئيسي. وأكد عامر أن غارات إسرائيل لم تستهدف أي أهداف عسكرية بل استهدفت أهدافا مدنية.
ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن مصدر رسمي قوله إن الغارات الإسرائيلية استهدفت محطة كهرباء محافظة الحديدة وخزانات مازوت الكهرباء.
كما قال متحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام، في منشور عبر منصة إكس، إن “العدوان الإسرائيلي الغاشم على اليمن، الذي استهدف منشآت مدنية بينها خزانات النفط (بميناء الحديدة) ومحطة الكهرباء في الحديدة، يأتي بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة“.
وقالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين إن القصف الإسرائيلي على الحديدة أسفر عن إصابة أكثر من 80 شخصا. وأكدت أن فرق الإنقاذ تعمل للوصول إلى القتلى من العمال في المنشآت النفطية.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي، إنه طلب من المجلس الوزاري المصغر دعم قرار مهاجمة ميناء الحديدة “الذي يستخدم لنقل السلاح”، وقال إن الميناء الذي “هاجمناه يستخدم لأهداف عسكرية وهو منطقة مهمة لإدخال أسلحة فتاكة من إيران للحوثيين”.
وأضاف نتنياهو أن قصف ميناء الحديدة يهدف إلى توجيه رسالة إلى “أعدائنا بألا تخطئوا معنا”، مؤكدا أن “كل من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا جدا” على حد تعبيره.
وقال إن هذه العملية في اليمن “رسالة لكل أعدائنا أينما كانوا”، مشيرا إلى أن الحوثيين جزء لا يتجزأ من المحور الإيراني مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله.
وأشار نتنياهو إلى أن “كل من يريد رؤية شرق أوسط مستقر عليه أن يعمل ضد المحور الإيراني ويدعم وقوف إسرائيل ضده في كل مكان”، وقال: “لا يوجد مكان لا تستطيع يد إسرائيل الوصول إليه”.
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إن الغارات على اليمن تأتي ردا على مئات الهجمات ضد إسرائيل طيلة الأشهر الماضية، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات على أهداف تابعة لجماعة الحوثي بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن.
ونقلت صحيفة معاريف عن زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي بيني غانتس قوله إن الرسالة الأساسية من الهجوم الذي وصفه بـ”المهم والمبرر” على اليمن أن إسرائيل تقيم تحالفات وتتعاون مع أصدقائها، بحسب تعبيره، في حين قال رئيس الكنيست الإسرائيلي إن الهجوم على اليمن رسالة للشرق الأوسط كله.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين أنهم يتوقعون ردا من جماعة الحوثي، وتستعد إسرائيل لمهاجمتها بضربات أكبر بكثير.
من جهتها نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤول عسكري أن إسرائيل ضربت أهدافا ذات استخدام مزدوج بالميناء منها البنية التحتية للطاقة.
كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول عسكري إسرائيلي إنهم غيروا سياستهم ردا على الغارة التي قتل فيها الحوثيون مدنيا إسرائيليا، مشيرا إلى أن هجوم السبت رسالة ردع للحوثيين ولكل من يراقب بالمنطقة. وأكد المسؤول العسكري الإسرائيلي أنهم أبلغوا حلفاءهم مسبقا بالضربة.
وفي أول ردود فعل إقليمية، قال بيان للخارجية المصرية إن القاهرة تتابع بقلق بالغ “العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي اليمنية”، وطالبت بضبط النفس والتهدئة وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
من جانبه، قال حزب الله اللبناني إن هجوم إسرائيل على الحديدة اليمنية “خطوة حمقاء وإيذان ببدء مرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها”.
وأضاف الحزب أن “العدوان الإسرائيلي على اليمن تأكيد للأهمية القصوى لجبهات الإسناد بالمنطقة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني”.
من جهتها، أدانت حركة حماس “العدوان الإسرائيلي على سيادة الجمهورية اليمنية واستهداف منشآت نفطية ومدنية”.
وحمّلت الحركة الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة باستمرارها منح الاحتلال الغطاء السياسي والدعم العسكري المفتوح لارتكاب الجرائم والانتهاكات لكافة القوانين الدولية.
وأكدت حماس تضامنها مع الشعب اليمني وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، كما نعت “شهداءهم” وثمنت ما وصفته بـ”مواقفهم الشجاعة”.