كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد كارولينسكا في السويد أن الاستخدام الطويل الأمد لأدوية القلب والأوعية الدموية الشائعة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة ألزهايمر والخرف في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
أدوية القلب والأوعية الدموية
يعد مرض القلب والأوعية الدموية والخرف من التحديات الصحية العامة الرئيسية التي تسبب عبئا كبيرا على كل من الرعاية الصحية والمجتمع.الخرف هو مصطلح يطلق على العديد من الأمراض التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية. يزداد المرض سوءا بمرور الوقت. ويصيب كبار السن بشكل أساسي، ولكن لا يصاب به كل الناس مع تقدمهم في السن.
يمكن أن يحدث الخرف بسبب عدد من الأمراض التي تدمر الخلايا العصبية وتتلف الدماغ بمرور الوقت، مما يؤدي عادة إلى تدهور الوظيفة الإدراكية بما يتجاوز ما قد نتوقعه من العواقب المعتادة للشيخوخة البيولوجية. وفي حين لا يتأثر الوعي، فإن ضعف الوظيفة الإدراكية يصاحبه عادة، ويسبقه أحيانا، تغيرات في المزاج أو التحكم العاطفي أو السلوك.استخدم الباحثون السجلات الوطنية السويدية، وتم تضمين حوالي 88 ألف شخص فوق سن 70 عاما تم تشخيصهم بالخرف بين عامي 2011 و2016 في الدراسة، بالإضافة إلى 880 ألفا من الأشخاص غير المشخصين بالخرف. تم الحصول على معلومات حول أدوية القلب والأوعية الدموية من سجل الأدوية الموصوفة السويدي.
تُظهر النتائج أن الاستخدام الطويل الأمد لأدوية خفض ضغط الدم وأدوية خفض الكوليسترول ومدرّات البول وأدوية تسييل الدم ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 4 و25%. وكان للأدوية مجتمعة تأثيرات وقائية أقوى مما لو تم استخدام كل دواء بمفرده.تقول ألكسندرا وينبرج، الباحثة التابعة لمعهد الطب البيئي وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة: “ركزت الدراسات السابقة على أدوية معينة ومجموعات مرضى محددة، ولكن في هذه الدراسة، نتخذ نهجا أوسع”.
وجد الباحثون أيضا أنه على العكس من ذلك، قد يرتبط استخدام أدوية مضادة للصفيحات بارتفاع خطر الإصابة بالخرف. أدوية مضادة للصفيحات هي أدوية تستخدم لمنع السكتات الدماغية ومنع الصفائح الدموية من التكتل معا. أحد التفسيرات المحتملة هو أن هذه الأدوية تزيد من خطر النزيف المجهري في الدماغ، والذي يرتبط بالتدهور المعرفي.
يقول موزو دينج، الأستاذ المساعد في معهد الطب البيئي بمعهد كارولينسكا، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة -وفقا لموقع يوريك أليرت-: “يمكننا أن نرى رابطا واضحا بين الاستخدام الطويل الأمد -خمس سنوات أو أكثر- لهذه الأدوية وانخفاض خطر الإصابة بالخرف في سن الشيخوخة”.
وفقا للباحثين، فإن الدراسة تشكل جزءا مهما من اللغز لإيجاد علاجات جديدة للخرف. تقول ألكسندرا وينبرج: “ليس لدينا حاليا علاج للخرف، لذلك من المهم إيجاد تدابير وقائية”.