تنتشر منتجات آبل بشكل كبير في البرامج التلفزيونية والأفلام، لكن الشركة لا تدفع مقابل عرض منتجاتها و هواتف آيفون في هذه الأعمال التلفزيونية، فهي لا تمانع بتوفير أجهزة ماك بوك وآيباد وآيفون للأستوديوهات مجانا، ولكن هناك شرطا واحدا غريبا.
هواتف آيفون
أولا، دعونا نتحدث عن مصطلح “وضع المنتج” وماذا يعني؟ ربما لاحظت في كثير من الأعمال التلفزيونية أو السينمائية ظهور بعض المنتجات بوضعيات مختلفة في سياق أحداث هذه الأعمال، وفي بعض الأحيان يكون المنتج خفيا إلى حد ما في الخلفية، وفي أحيان أخرى يكون واضحا بشكل كبير.
ويتحدد وضع المنتج ودرجة ظهوره ببساطة عندما تدفع الشركة مقابل ظهور منتجاتها وشعاراتها في هذه المنصات. فإذا رأيت شعار علامة تجارية، فهناك احتمال كبير أن الشركة دفعت مقابل ذلك.
والعكس يمكن أن يكون صحيحا أيضا، إذا كان الشعار محجوبا، فقد يكون ذلك بسبب أن الشركة لم تدفع مقابل وضعه. ولكن لماذا تعرض علامة تجارية منتجاتها مجانا، في حين يمكنها الحصول على أموال مقابلها؟
وفقا لبلومبيرغ، لا تدفع شركة آبل مقابل وضع المنتج، على الأقل ليس مالا وبدلا من ذلك، توفر أجهزتها للأستوديوهات مجانا كدعم للعمل الفني. حتى إن شركة آبل زودت البرنامج التلفزيوني مودرن فاملي (Modern Family) بجهاز آيباد الأول قبل إطلاقه في الأسواق. إذ ظهر في حلقة قبل يومين من إتاحته للشراء لعموم المستخدمين.
وفي حين أن شركة آبل لا تدفع مقابل ظهور أجهزتها على التلفزيون وفي الأفلام، وتوفر الأجهزة بشكل مجاني، فإن هذا السخاء يأتي من بعض الطلبات من الشركة الأميركية.
فأولا وقبل كل شيء، لا تريد شركة آبل أن يستخدم الأشرار أجهزة آيفون. وهذا ما كشفه المخرج ريان جونسون بشكل غير مباشر عندما تحدث عن فيلمه نايفز آوت (Knives Out) حول كيف يمكن للمشاهد معرفة الشخصية الشريرة في أفلام التشويق والألغاز.
وقال جونسون في تصريح نقلته مجلة فانتي فير “آبل، تسمح لك باستخدام أجهزة آيفون في الأفلام، ولكن هذا أمر محوري للغاية إذا كنت تشاهد فيلما بوليسيا أو جريمة وغموضا، فلا يمكن للأشرار أن يحملوا أجهزة آيفون أمام الكاميرا”.
لم تقل شركة آبل بشكل واضح في تعليمات استخدام الأستوديوهات أن “الأشرار لا يمكنهم استخدام أجهزة آيفون”، لكن إرشاداتها الرسمية في حقوق استخدام منتجاتها تنص على أن منتج آبل يجب أن “يظهر فقط في أفضل صورة”. ومن المثير للاهتمام أن من شروط آبل حول ظهور منتجاتها أيضا ضرورة أن لا “تخلق إحساسا بالإعلان أو الرعاية” بشكل واضح.
ماذا يمكننا أن نستنتج من كل هذا؟ تريد شركة آبل أن تظهر منتجاتها بشكل طبيعي في الأفلام والبرامج التلفزيونية كجزء طبيعي من حياة الجميع، ولكن الدفع مقابل الإعلان عن منتجاتها ووضع شعار آبل في المقدمة من شأنه أن يدمر هذا الهدف.
لذلك فقط وضعت شرط أن تظهر منتجاتها “بأفضل صورة” في نفس الوقت الذي تريد لمنتجاتها أن تبدو طبيعية ومتسقة مع سياق البرنامج أو الفيلم.
لذا، في المرة القادمة التي تشاهد فيها فيلما بوليسيا، انتبه إلى الهواتف التي يستخدمها المشتبه بهم. فقد يكون أفضل دليل في الفيلم.