دير البلح إحدى مدن قطاع غزة، سيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي في يونيو/حزيران 1967، وتحررت منه بشكل كامل عام 2005، وتعد مركز المحافظة الوسطى منذ عام 1994، حسب التقسيم الإداري الذي اعتمدته السلطة الوطنية الفلسطينية حينها.
دير البلح
تقع محافظة دير البلح وسط قطاع غزة، يحدها من الغرب والشمال الغربي ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب مدينة خان يونس التي تبعد عنها 10 كيلومترات، ومن الشمال بلدة الزوايدة وجنوب مدينة غزة على بعد 16 كيلومترا، ويحدها من الشرق والجنوب الشرقي بلدة وادي السلقا.
تبلغ مساحة دير البلح حوالي 14 ألفا و735 دونما، وتتبع لها مخيمات المنطقة الوسطى وهي: النصيرات والبريج والمغازي ومخيم دير البلح.
كانت تمر بها سكة حديد تصل بين مدينة حيفا ورفح، وتصل هذه السكة أيضا إلى القاهرة عبر صحراء سيناء، لكنها أُوقفت بعد احتلال المدينة عام 1967، واقُتلعت القضبان الحديدية، وبُنيت مكانها بيوت سكنية.
أطلق عليها الكنعانيون قديما اسم “الداروم” أو “الدارون”، وهي كلمة كنعانية من مقطعين “دار” وتعني قلعة أو بيت، “أوم” وتعني الجنوب، وأصبح يُعرف مدخل مدينة غزة الجنوبي باسم باب الداروم.
أطلقت عليها الدولة العثمانية في أواخر عهدها اسم دير البلح بدلا من دير الداروم، نسبة لإقامة أول دير في فلسطين على أراضيها، والذي أقامه القديس هيلاريون، وقد دفن في الحي الشرقي للمدينة، وأيضا لكثرة النخيل حولها.
فتحها عمرو بن العاص سنة 13 هجرية بعد معركة داثن، ثم أسقطها الصليبيون وأصبحت إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية، وأنشأ فيها ملك القدس الصليبي عموري قلعة بـ4 أبراج للدفاع عنها.
استعصى على صلاح الدين الأيوبي تحريرها عام 1170، لكنه عاد وحررها عام 1177 م، وتعد أول مدينة حُررت من أيدي الصليبيين في فلسطين.
كانت في زمن المماليك محطة للبريد بين مصر وغزة بعد عام 1192، ثم دخلت حكم الخلافة العثمانية عام 1517م.
أصبحت الداروم تحت الحكم المصري عام 1831، ثم سقطت تحت حكم الإنجليز عام 1918، وعام 1948 نزح إليها العديد من الفلسطينيين واستقروا على سواحلها، وأنشؤوا فيها مخيم دير البلح.
عام 1967 وقعت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي وأُقيم فيها العديد من المستوطنات الإسرائيلية عام 1971، منها مستوطنة “كفار داروم”، وعلى حدودها مستوطنة نتساريم.
يقع قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب مدينة دير البلح، يحده من الشمال مخيم النصيرات على بعد 5 كيلو مترات.
يعد مخيم دير البلح أحد أصغر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة، وبلغت مساحته عند إنشائه حوالي 156 دونما، ثم تقلصت إلى 132 دونما.
لجأ إليه الفلسطينيون الذين فروا من بيوتهم وسط وجنوب فلسطين نتيجة نكبة عام 1948.
بلغ عدد سكانه، حسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي عام 2023، حوالي 8161 لاجئا.
يعاني المخيم من مشكلات منها: انقطاع الكهرباء، والقيود على مساحات الصيد، والكثافة السكانية العالية، وتلوث إمدادات المياه.
تعد أراضي وادي السلقا تاريخيا جزءا من مدينة دير البلح، ولكن عام 1994 اعتمدت السلطة الفلسطينية تقسيما إداريا جديدا لقطاع غزة، وأصدرت عام 1996 قرارا بتأسيس قرية زراعية على أراضي وادي السلقا، تتبع إداريا المحافظة الوسطى.
تعتبر البلدة سلة قطاع غزة من الخضراوات، إذ تشكل الأراضي الزراعية حوالي 85% من أراضيها.
تبعد مسافة 2.4 كيلومتر جنوب شرق مدينة دير البلح، تقدر مساحة أراضيها بحوالي 6 آلاف دونم، منها 2000 دونم على الحدود الفاصلة مع الأراضي المحتلة.
يوجد في البلدة قبر الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح.
تقع في قلب المحافظة الوسطى، يحدها من الشمال مخيم النصيرات، ومخيم البريج من الشمال الشرقي والمغازي شرقا.
تتبع إداريا المحافظة الوسطى، ويفصلها شارع الرشيد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد مسافة 2 كيلومتر عن شمال شرق مدينة دير البلح.
تبلغ مساحتها حوالي 7 آلاف دونم، احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1967، وتحررت عام 2005.
تضم المقبرة العديد من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان، يعود تاريخها للعصر البرونزي، وبالضبط 1200 قبل الميلاد.
اكتُشفت هذه التوابيت في قبور محفورة من حجر الكركار أو الطين الأحمر، ومعها كميات من الأواني بعضها مصنوع من الألباستر، والبعض الآخر من الفخار الكنعاني والقبرصي والمصري.
نظم الجنرال موشيه دايان حملة تنقيب عن الآثار في المنطقة وضم كل المكتشفات التي وجدها لمقتنياته الشخصية، وبعد وفاته باعها ورثته إلى إسرائيل.
يقع على ساحل دير البلح موقع أثري وجدت فيه مستعمرة فينيقية كبيرة، فيها أسوار دفاعية عالية بطول 600 متر تقريبا، إضافة لمقبرة بطابع فينيقي لدفن رماد الجثث بعد حرقها، تعود للعصر الحديدي (138-332 ق.م)، كما كشف المنقبون عن قدور مصنوعة من الفخار الذي يطلق عليه اسم الرقيش.