حكام باكستانيون ، إذا كنت سياسيا في باكستان فاحذر غضب المؤسسة العسكرية حتى ولو كنت رئيسا للوزراء، أو حتى رئيسا ذلك لأن الجيش هناك هو من يمتلك الدولة، كحال ميانمار في جنوب شرق آسيا، أو حالات دول أفريقية، وعربية أفريقية وإن اختلفت التفاصيل.
حكام باكستانيون
الجيش الباكستاني يكاد يكون اللاعب المسيطر المعلوم الوحيد بالضرورة في المشهد السياسي المتقلب في باكستان، يمارس نفوذه القوي حينما يراه ضروريا، حدث ذلك مرات بشكل مباشر، فعرفت باكستان 3 انقلابات عسكرية، ومحاولات أخرى لم يقدر لها أن تتم، فضلا عن الانقلابات الدستورية التي كان الجيش وراءها.
الجيش الباكستاني هو من يضع قواعد اللعبة السياسية في البلاد، ويتولى هندستها، أو إعادة هندستها بالكيفية والتوقيت اللذين يريدهما، وهذا ما يفسر الحالة السياسية المتقلبة في البلاد على غير ما عليه الحال في جارتها اللدود الهند.
لم يكن مستغربا والحال كذلك أن ينقلب رضا الجيش على رئيس الوزراء السابق عمران خان، ويتحول إلى غضب على نجم الكريكيت الذي تحول إلى نجم سياسي أسهم الجيش في صناعته، محدثا تغييرا تاريخيا في المشهد السياسي الذي عرفته البلاد لعقود، لكنه ما لبث أن رأى فيه “فرانكشتين”، فتدخل لإعادة هندسة الحياة السياسية مرة أخرى مستعينا بالحزبين التقليديين في اللعبة السياسية وهما حزبا الرابطة والشعب.
عمران خان، الذي يحل في المرتبة الـ22 في قائمة رؤساء وزراء باكستان منذ نشأتها، أودع السجن بموجب قرار صادر عن المحكمة لقضاء عقوبة مدتها 3 سنوات، ليأتي بعد أيام قرار لجنة الانتخابات الوطنية الباكستانية، أمس الثلاثاء، باستبعاده من الترشح للانتخابات بعد الحكم الصادر بسجنه.
عمران خان ليس أول رئيس وزراء باكستاني يدخل السجن، فقد سبقه إلى ذلك 8 رؤساء وزراء ورئيسان سابقان خلال 66 عاما من عمر باكستان، منذ نشأتها كدولة مستقلة ذات سيادة عقب تقسيم الهند عام 1948.
حالة باكستان في هذا الأمر تبدو انفرادا بالغ الخصوصية في العالم الإسلامي، وفي تلك المنطقة الحساسة من جنوب آسيا، حيث واجه مسؤولون سابقون بهذا المستوى أوامر أو أحكاما بالسجن بعد إدانتهم من قبل السلطات آنذاك، علما بأن كافة الحكومات الباكستانية لم تكمل مدتها القانونية، في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة.
القائمة تشمل حسين شهيد السهروردي، وذو الفقار علي بوتو، ولاحقا ابنته بنظير بوتو، ونواز شريف، وسيد يوسف رضا جيلاني، وشهيد خاقان عباسي، وشهباز شريف، وراجا برويز أشرف، ولكل حكاية وسياق جاءت فيه تشبه في مجملها الأفلام الهندية، وما تحويه من تقلبات، وغرائبيات.
تفاصيل سجن تلك الشخصيات العشر، وملابسات اعتقال كل منها، سواء من رحل منهم، أو من لا يزال على قيد الحياة، يصعب حصرها، لكن العنصر الفاعل في غالبيتها هو الجيش الباكستاني، خصوصا إذا تفاقمت الخلافات بينه وبين الحكومة.
ولكل رئيس وزراء حالته الخاصة، فمنهم من كانت تهم الفساد مثبتة عليه ويتردد صداها بشكل واسع جدا، ومنهم من تم إقصاؤه لدواع سياسية بحتة، فالأمر لا يتعلق بالفساد فقط. وتاليا ملخص بتلك الحالات.