العراق ينجح في استرداد أكبر مجموعة أثرية مهربة
عمون – قال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم، اليوم الأربعاء، إن العراق نجح في استرداد أكبر مجموعة أثرية مهربة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف في بيان نشرته وزارته عبر حسابها في ”فيسبوك“: ”بلغ عدد الرقم الطينية المستردة 17 ألف قطعة أثرية، وقد بُذلت جهود كبيرة بذلك بين وزارة الثقافة والسياحة والآثار ووزارة الخارجية، فضلاً عن جهود سفارتنا في واشنطن استمر لأشهر طويلة“.
وتابع الوزير قائلا: ”انتهينا من استرداد هذه القطع من منافذ عديدة كانت موجودة هنا أبرزها من جامعة كورنيل تحديدا، وأن عودة هذه القطع ستكون في الطائرة نفسها للسيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى بغداد بعد انتهاء زيارته المهمة لواشنطن“.
وأردف ناظم أن ”هذا حدث كبير، وآمل في المستقبل القريب العمل الجاد أيضا مع سفاراتنا في العالم، وفي أوربا تحديدا لنستعيد بقية آثارنا.
جدير بالذكر أن هذه القطع المستردة يعود تاريخها إلى 4500 سنة ميلادية مضت، وتحمل كتاباتٍ مسماريةً توثق تبادلات تجارية جرت خلال الحضارة السومرية.
وتتعرض الآثار العراقية للتهريب منذ عقود طويلة، وفق ما أوضح مدير آثار وتراث البصرة قحطان العبيد لوكالة ”فرانس برس“.
ويشرح الخبير أنه ”ليس ممكنا إحصاء عدد القطع الأثرية التي سرقت من المواقع الأثرية مباشرةً، لأنها غير مرقمة“، وأيضاً غير معروفة أو غير مكتشفة بعد، بالأخص في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة.
ويوضح أن ”عمليات السرقة تلك بعضها مقصود ويأتي في إطار الجريمة المنظمة“، في حين أخرى ”تكون غير مقصودة، لا سيما في المناطق النائية حيث يلجأ السكان المحليون إلى البحث عن الأحجار الكريمة وبيع قطع أثرية بهدف تأمين المعيشة اليومية ولا يعرفون مدى قيمتها وأهميتها“.
عودة لحضن الوطن
وكان حكم قضائي قد صدر في الولايات المتحدة، الثلاثاء، يقضى بإعادة لوحة عمرها آلاف السنين تسرد بعضا من ”ملحمة غلغامش“، إلى العراق.
وكانت تلك اللوحة قد سُرقت عام 2003، وانتهى بها التهريب خارج العراق لتصبح ضمن مقتنيات ”متحف الكتاب المقدس“ بواشنطن.
وتروي القطعة النادرة، جزءا من ”ملحمة غلغامش“ التاريخية، مكتوبا بالخط الأكادي المسماري، وهي واحدة من عديد القطع الأثرية القديمة من العراق والشرق الأوسط التي جمعها الملياردير ديفيد جرين، صاحب سلسلة ”هوبي لوبي“، كما أشار تقرير لشبكة ”سي بي أس نيوز“، اليوم الأربعاء.
واستولت وزارة العدل الأمريكية على هذه اللوحة عام 2019، بعد عامين من افتتاح جرين للمتحف المخصص للتاريخ المسيحي القديم في وسط مدينة واشنطن ووضعها فيه.
لوحة أحلام كلكامش
ووفقًا لوزارة العدل، اشترت ”هوبي لوبي“ الجهاز اللوحي مقاس 6 بوصات × 5 بوصات (15.2 سم × 12.7 سم)، والمعروف باسم ”لوحة أحلام غلغامش“، من دار مزادات بارزة في عام 2014 مقابل 1.67 مليون دولار
وأحضرت اللوحة في الأصل بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة في عام 2003 من قبل تاجر اشتراها في لندن من تاجر أردني معروف في سوق آثار الشرق الأوسط القديمة.
ثم جرى تداول اللوحة عدة مرات بشهادات منشأ مزيفة لطمأنة المشترين أنه تم الحصول عليها بشكل قانوني، بدلا من كونها جزءا من تجارة الآثار غير المشروعة.
و في عام 2014، رتبت ”هوبي لوبي“ لشراء اللوحة في نيويورك، لكنها نفذت الصفقة في أوكلاهوما لتجنب ضرائب المبيعات، وفقًا لوزارة العدل، ثم تبرعت الشركة بها لمجموعة متحف الكتاب المقدس.
ومنذ أن تم الاستيلاء على اللوحة في عام 2019، سعت وزارة العدل إلى استحواذها من خلال قوانين المصادرة، لتتمكن من إعادتها إلى أصحابها الشرعيين.
وقالت محامية الإدارة الحكومية بالإنابة جاكلين كاسوليس، في نيويورك أن ”هذا التجريد الذي صدر بقرار قضائي يوم الثلاثاء يمثل خطوة إجرائية هامة على طريق إعادة هذه التحفة النادرة والقديمة من الأدب العالمي إلى موطنها الأصلي“ بعد 18 عاما من نهبها وتهريبها.
وأضافت في بيان أن مكتبها ملتزم بمكافحة بيع الممتلكات الثقافية في السوق السوداء وتهريب القطع الأثرية المنهوبة.
وكانت اللوحة واحدة من آلاف القطع الأثرية ذات الأصل العراقي، ومعظمها من الألواح والأختام المسمارية التي يتراوح عمرها بين 3000 و4000 عام، والتي تم الاستيلاء عليها من ”هوبي لوبي“ ومتحف الكتاب المقدس لإعادتها إلى العراق.
وقالت وزارة العدل إن هذه القطع تعرضت للنهب في العراق وتم الاتجار بها بشكل غير قانوني.